ندوة علمية في تونس حول تداعيات آفة التدخين بمشاركة نخبة من الأطباء والإعلاميين الليبيين.
نشر بتاريخ:
تونس 14 يونيو 2025(وال) - نظمت مؤسسة MED المغاربية المعنية بالشؤون الطبية في العاصمة تونس ندوة علمية حول آفة التدخين بين الحقيقة والمغالطة بمشاركة نخبة من كبار الأطباء الليبيين وعدد من الإعلاميين بمختلف وسائل الاعلام الليبية.
وقد تركزت مناقشات الندوة حول المخاطر المترتبة عن التدخين وكيفية إيجاد البدائل الصحية المتاحة للتقليل من تداعيات هذه الآفة ، إضافة إلى البحث عن استراتيجية فعالة يمكن من خلالها تقليل المضار و الحد من المخاطر المحدقة بالمدخنين من خلال استخدام بدائل صحية .
كما سلط المشاركون الضوء على مدى تعقيد إدمان السجائر وأهمية التوعية والتعليم المبكر لدى الشباب لتمكينهم من تطوير آليات الدفاع والحماية لتجنب الوقوع في التدخين الإيجابي والسلبي.
وشدد المشاركون خلال مناقشاتهم على أهمية مراجعة كافة القوانين والسياسات المتبعة في ليبيا للحد من مخاطر التدخين في الأماكن العامة ومتابعة ظاهرة تفشي هذه الظاهرة بين الأطفال واليافعين .
كما تم خلال الندوة استعراض الأسباب التي تؤدّي إلى انتشار التّدخين بين الأطفال مؤكدين أن من بين هذه الأسباب عدم وجود رقابة على بائعي التّبغ، وعدم إيجاد تشريعاتٌ صارمة تفرض رقابة على سلوكيّات الأطفال واليافعين في المجتمع وهو ما يؤدي بلا شكّ إلى سهولة حصول الأطفال واليافعين على المواد الممنوعة والمضرّة كالتبغ وغيره. إضافة إلى عدم وجود حملات توعية حقيقيّة للأطفال واليافعين بخطورة التّدخين ومضارّه.
وقال الدكتور " هاشم بالخير " استشاري امراض الصدرية في مداخلة له خلال الندوة إن التدخين ليس مجرد عادة تعتمد على قوة الإرادة فحسب بل هو إدمان يتشكل في الدماغ بسبب تأثير النيكوتين على الرغم من أن الإرادة تلعب دورًا في الإقلاع، إلا أن الإدمان يتطلب أكثر من مجرد قوة إرادة للتغلب عليه.
وأكد " بالخير " ان مخاطر آفة التدخين تفوق كل التصورات خاصة أن الدراسات التي أجرتها العديد من الجهات الطبية في العالم أشارت أيضا إلى أن دخان السجائر يحتوي على مركبات كيميائية ضارة ومواد مسببة لأمراض السلطان ، ناهيك عن امراض الرئتين والجهاز التنفسي.
كما ابدى الدكتور " بالخير " استعداده للتعاون مع كافة وسائل الاعلام للخروج في حلقات للكشف عن مخاطر آفة التدخين وتوعية المواطنين بمخاطر هذه الآفة.
من جانبه شدد الدكتور "حسن المصراتي " استشاري امراض صدرية بمستشفى ابوستة ورئيس الجمعية الليبية للأمراض الصدرية في كلمة له خلال مشاركته في الندوة على ضرورة رفع مستوى الوعي العام لدى المجتمع حول المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين ، مشيرا إلى أن آفة تعاطي السجائر هي سبب من أسباب ارتفاع معدلات الوفيات في العالم.
وأكد " المصراتي " أن السجائر لا تضر المدخن نفسه فقط، بل تضر أيضا الأشخاص المحيطين به ، مشيرا إلى أن التدخين السلبي تأثير ضار بطيء، ولكنه كبير على جسم الإنسان.
وقال الدكتور " المصراتي " في مداخلته إن بعض الأشخاص يحاولون الإقلاع عن التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية، ولكن في الواقع هذه فكرة خاطئة. لأن السجائر الإلكترونية ليست بديلا عن تدخين السجائر التقليدية، فهي تسبب أمراضا خطيرة أيضا ولا تستبعد الإدمان على النيكوتين.
كما حذر من ظاهرة تفشي تناول السجائر بين الأطفال في المجتمع وما تخلفه من اضرار على سلوكياتهم ، داعيا إلى ضرورة التثقيف الصحي داخل العيادات والمستشفيات، وتبشيع فكرة التدخين في نظر الأطفال، من خلال توعيتهم في بيوتهم ومدارسهم بأخطار التدخين، والعادات الصحية الخاطئة، كما طالب بتفعيل دور الإعلام في التثقيف الصحي.
بدوره قال الدكتور " محمد بن خيال " المتخصص في جراحة الصدر والرئتين في مداخلة له خلال الندوة إن التدخين يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة ، مشيرا إلى أن التدخين السلبي غير المرئي والذي غالبًا ما يُقلل من شأنه يشكل خطرًا صحيًا جسيمًا، خاصةً فيما يتعلق بسرطان الرئة.
واكد " بن خيال " أنه بالإضافة إلى سرطان الرئة وأشكال أخرى من أمراض الرئة، يمكن للتدخين أيضًا أن يؤثر على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يؤدي إلى تفاقم الأعراض التنفسية وتعقيد علاج سرطان الرئة ، كما يسبب التدخين امراض أخرى منها التليف الرئوي لتهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة .
كما دعا المدخنين إلى الإقلاع تماما عن هذه الافة للتقليل من فرص إصابتهم بسرطان الرئة ، مشيرا إلى أن الإقلاع عن التدخين قد يكون صعبًا إلا أنه يظل الخيار الأنسب من أجل صحته.
وجرت خلال فعاليات الندوة نقاشات موسعة بين الإعلاميين والأطباء لمناقشة ما مدى بالإمكان الاستفادة من العلم المعزز بالتكنولوجيا للحصول على بدائل أفضل، إنما غير خالية من الضرر، بالنسبة للمدخنين البالغين، سواء أولئك الذين يعتزمون الإقلاع عن التدخين – وهو الأمر الذي يوصى بعدم الانخراط في ممارسته من الأساس أو بضرورة الإقلاع عنه كخيار أفضل .
واجمع المشاركون في الندوة على أن الخيار الأفضل أمام الأشخاص المدخنين يبقى بالدرجة الأولى هو التوقف النهائي عن التدخين وأي من أشكاله بشكل قاطع، لكن وأمام إشكالية الرغبة بالتوقف عن التدخين وعدم القدرة على ذلك تبقى الحلول الممكنة بابتكار وإيجاد منتجات بديلة قد تكون بديلاً للمدخنين البالغين الذين يرغبون بالإقلاع عن عادة التدخين، أو أولئك غير القادرين على ذلك.
وفي ختام الندوة شدد الأطباء الليبيون المشاركون على ضرورة تعزيز نهج الإقلاع عن التدخين، مؤكدين على أهمية التوعية في مكافحة التدخين عبر تثقيف الأجيال الجديدة منذ الصغر بهدف بناء مجتمع واعٍ ومرن يواجه هذا التهديد بفعالية ويحقق صحة عامة للجميع.
...(وال ) ...