مستوى قياسي للبطالة في منطقة اليورو.
نشر بتاريخ:
بروكسل 31 أكتوبر 2013 (وال) - لم تستمر طويلا بارقة الأمل في خفض البطالة
بمنطقة اليورو إذ أن أرقام الصيف تمت رفعها بعد مراجعة لتشير إلى وجود حوالى 19،5
مليون عاطل عن العمل، وهو رقم قياسي.
وحسب ارقام نشرها مكتب الاحصاء الأوروبي (يوروستات) اليوم فقد
بلغت نسبة البطالة في منطقة اليورو في سبتمبر الماضي 12،2 بالمئة كما في شهر أغسطس. وفي الوقت نفسه تمت مراجعة ارقام يوليو وأغسطس لتبلغ 12،1 بالمئة و12،2 بالمئة
على التوالي، بدلا من 12،0 بالمئة وهو رقم شكل اتخفاضا للمرة الاولى منذ سنتين ونصف
سنة.
وقال أحد مسؤولي مصرف بيرينبرغ إن هذه المراجعات تؤكد أن البطالة لم تكف عن
الارتفاع منذ إبريل 2011 وأن كانت الوتيرة سجلت تباطؤا واضحا .
ولم يستبعد أن تكون النسبة وصلت إلى الذورة في الخريف لأن بعض المؤشرات في مجال
الثقة الإقتصادية تتحسن.
من جهتها رأت ماري ديرون الخبيرة الاقتصادية في مركز ارنست اند يونغ أن معدل
بطالة ثابتا هو افضل ما يمكن أن نحصل عليه في الظروف الحالية. واضافت أن الشركات لا
ثقة كافية لديها بآفاق النمو لتنتقل إلى احداث الوظائف.
وخلال شهر واحد ارتفع عدد العاطلين عن العمل ستين ألفا بينما ارتفع على مدى عام
حوالى مليون (996 الفا).
وقال المفوض الأوروبي المكلف الوظيفة لازلو اندور إن المستوى المرتفع للبطالة
ما زال يهدد الانتعاش الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، معبرا عن قلقه خصوصا على مصير
الشباب الذين يمكن أن يصبحوا جيلا ضائعا.
وتطال البطالة 24،1 بالمئة من الذين تقل اعمارهم عن 25 عاما بمستويات مخيفة في
اليونان (57،3 بالمئة) وإسبانيا (56،6 بالمئة) وقبرص (43،9 بالمئة) وإيطاليا (40،4
بالمئة).
وفي مجمل منطقة اليورو تترجم هذه النسبة ب3،54 مليون شاب بلا وظيفة.
ولتجنب تفاقم المشكلة، يدعو اندور الدول الاعضاء إلى تطبيق الضمانة للشباب بشكل
عاجل. وهي تنص على أن يعرض على الشاب تأهيل او وظيفة في الأشهر الأربعة التي تلي
انتهاء دراسته وفقدانه للعمل.
لكن الفروق كبيرة في منطقة اليورو. فالوضع سيء في دول مثل اليونان (27،6 بالمئة
في يوليو) وإسبانيا (26،6 بالمئة) حيث تطال البطالة واحدا من كل أربعة في كل شرائح
الاعمار.
لكن الدول الواقعة في قلب منطقة اليورو مثل النمسا (4،9 بالمئة) وألمانيا (5،2
بالمئة) ولوكسمبورغ (5،9 بالمئة) تسجل نسبا منخفضة جدا للبطالة.
من جهة اخرى، ادت الازمة إلى تفاقم الوضع في دول هشة مثل قبرص التي تلقت في
مارس مساعدات من الاتحاد الأوروبي وصندوق لنقد الدولي. وقد ارتفعت نسبة البطالة
فيها من 12،7 بالمئة الى 17،1 بالمئة خلال عام واحد.
إلا أن الاقتصادي في مجموعة آي اتش اس غلوبال اينسايت هاورد ارتشر قال إن هناك
مع ذلك مؤشرات إلى استقرار في بعض الدول التي تتعرض للضغط.
وذكر خصوصا البرتغال التي تستفيد من خطة للمساعدة اليونانية منذ مايو 2011
مقابل اجراءات تقشفية، وسجلت فيها البطالة تراجعا طفيفا من 16،4 بالمئة إلى 16،3
بالمئة.
وفي ايرلندا التي يفترض أن تخرج من خطتها للانقاذ بعد سنوات من التقشف، يبدو
التحسن اكثر وضوحا إذ أن نسبة البطالة انخفضت من 14،7 بالمئة قبل عام إلى 13،6
بالمئة في سبتمبر.