تحذيرات من تفشٍّ جديد للجراد الصحراوي في الجنوب وسط غياب التمويل .
نشر بتاريخ:
تقرير : حنان الحوتي
بنغازي 28 يونيو 2025 م (وال) - تواجه المناطق الجنوبية في ليبيا خطر تفشٍّ جديد للجراد الصحراوي، وسط تحذيرات من المختصين من احتمال اتساع رقعة انتشاره، في ظل ظروف مناخية مواتية وضعف في التجهيزات وعدم تخصيص ميزانية لمجابهته حتى الآن.
ونبه رئيس لجنة مكافحة الجراد الصحراوي ، سليمان إبراهيم بركة، إلى أن "الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية في منطقة تهالا رفعت من نسب الرطوبة، مما يهيّئ بيئة مناسبة لتفقيص بيض الجراد وانتشاره في الأيام القادمة"، مشيرًا إلى أنه "تم التخطيط لإرسال فرق استطلاعية إلى المنطقة لمتابعة الوضع وتقييم حجم الانتشار، وإعداد تقارير ميدانية دقيقة".
وأوضح بركة أن مكافحة الجراد تمر بمراحل متداخلة تشمل: القضاء على الحشرات البالغة، ثم مراقبة البيض واليرقات مع تحسن الظروف المناخية ، وهو الأمر الذي يتطلب استعدادات مسبقة وميزانية كافية لتوفير كميات كبيرة من المبيدات الحشرية لمواجهة أي موجات قادمة".
من جهته، أشار مدير إدارة الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب ، ناصر خطاب، إلى أن الوزارة تلقت بلاغات متعددة من قطاعات ومزارعين في الجنوب تفيد بوجود بؤر نشطة للجراد في المنطقة، مضيفًا أن "البلاغ الأول ورد من الكفرة في سبتمبر 2024، وكان من المتوقع أن تحدث موجة هجوم على المحاصيل الزراعية، إلا أن غياب الميزانية حال دون تنفيذ خطة المكافحة بشكل فعّال".
وقال خطاب على أنه على الرغم من تشكيل لجنة لمكافحة الجراد، إلا أن اللجنة لم تُمنح أي ميزانية حتى الآن، مما اضطرنا للاعتماد على جهود فردية وجهات داعمة"، مشيرًا إلى أن جهاز التنمية ومركز البحوث الزراعية ساهم في تقديم توجيهات علمية حول كيفية استخدام المبيدات بشكل آمن وفعّال، مع مراعاة حماية البيئة والتربة والمحاصيل. وأوضح: "حققت العمليات نتائج أولية مرضية، لكنها تظل محدودة في ظل غياب التمويل الرسمي".
وأكد مدير إدارة الإنتاج النباتي أن "المرحلة القادمة تتطلب تخصيص ميزانية عاجلة لتوفير مبيدات عالية الجودة غير متوفرة في السوق المحلي، ولا يمكن الحصول عليها إلا عبر شركات استيراد خاصة"، لافتًا إلى أن "توفير مخصص مالي سيمكن من تحديد الكميات المطلوبة لفترة زمنية مناسبة، وتنفيذ عمليات الاستيراد وضمان الاستجابة لأي طارئ محتمل".
وحذّر خطاب من أن استمرار التأخير في تخصيص الميزانية "قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ويعرض المشاريع الزراعية في الجنوب لخطر جسيم، خاصة في ظل مؤشرات تؤكد عودة الجراد للتكاثر مع توفر الظروف المناخية المواتية".
ويُذكر أن ليبيا تواجه منذ سنوات تحديات في التعامل مع أزمات الجراد الصحراوي، نتيجة ضعف الإمكانيات الفنية والمالية، في وقت تؤكد فيه تقارير دولية أن تغير المناخ يسهم في توسع نطاق انتشار الجراد في شمال أفريقيا، بما في ذلك ليبيا.
( وال)