ليبيا وإيطاليا توقعان عقد تنفيذ جزء من الطريق السريع الجديد بطول 160 كيلومتراً
نشر بتاريخ:
طرابلس 06 نوفمبر 2025 (وال) – وقّعت ليبيا وإيطاليا، اليوم الخميس، عقد تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الطريق السريع الجديد "إمساعد – رأس جدير"، الذي ستموله الحكومة الإيطالية بالكامل، بموجب اتفاقية الصداقة والتعاون الموقعة بين البلدين عام 2008.
ويشمل العقد تنفيذ الطريق الفرعي الرابع (4.3)، الممتد من منطقة العزيزية إلى رأس جدير، بطول يبلغ 160 كيلومتراً، ضمن المشروع الاستراتيجي الذي يصل طوله الإجمالي إلى 1750 كيلومتراً، ويربط المدن والمناطق الليبية على طول الساحل.
وجرت مراسم التوقيع أمام قصر الخلد في العاصمة طرابلس، بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، ووكيل وزارة الخارجية الإيطالية جورجيو سيلي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، ووزير المواصلات محمد الشهوبي، إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين الليبيين، وسفير إيطاليا لدى ليبيا، ورئيس شركة BMC الاستشارية الإيطالية المشرفة على المشروع.
ووقّع عن الجانب الليبي رئيس جهاز إدارة وتنفيذ الطريق الساحلي إمساعد – رأس جدير، المهندس علي فيصل عقاب، وعن الجانب الإيطالي رئيس شركة توديني (Todini) المنفذة للمشروع، جون ماركو مارتيني.
وقال عقاب خلال مراسم التوقيع إن المشروع كان قد توقف في فبراير 2011، قبل أن تتولى حكومة الوحدة الوطنية إعادة تنشيطه، مع متابعة خاصة من وزير المواصلات وقرارات جريئة من رئيس الحكومة لإعادة تشكيل إدارة المشروع بدماء جديدة، في وجود المهندس محمد بوزيان الذي وضع حجر الأساس للمشروع في 2009.
وأوضح أن المشروع ، والذي يقسم إلى أربعة قطاعات رئيسية تشمل: أمساعد – المرج، المرج – البريقة، البريقة – مصراتة، ومصراتة – رأس اجدير.
وأضاف أن توقيع العقد اليوم يؤكد العزم على استكمال بقية القطاعات الأخرى في القريب العاجل، وعلى رأسها قطاع المرج – أمساعد بطول 400 كيلومتر، مشيراً إلى أن الطريق يشكل شرياناً حيوياً يربط مدن ليبيا كافة ويعزز نهضتها ووحدتها.
وأوضح عقاب أن المشروع ليس مجرد طريق، بل جسر للتواصل والتنمية وممر للحياة والأمل، إذ يختصر المسافات، ويعزز الاقتصاد، ويوفر فرص عمل للشباب، ويفتح آفاقاً جديدة للإعمار والتنمية، ويعيد الحياة لمناطق ومجتمعات طال انتظارها.
وأشار إلى أن الطموح يمتد لربط هذا الطريق بالطريق الصحراوي، في رؤية تهدف إلى ربط شمال إفريقيا بجنوبها وخلق ممر اقتصادي ضخم يبدأ من المنطقة الحرة في مصراتة وصولاً إلى كيب تاون بجنوب أفريقيا، بما يعزز التكامل القاري ويفتح آفاق التجارة العابرة.
وأكد عقاب أن الشراكة بين ليبيا وإيطاليا تتجاوز الجانب الفني والهندسي، وترسخ علاقة تاريخية قائمة على الاحترام والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن نجاح المشروع سيكون نموذجاً حيّاً للتعاون الدولي وقدرة الليبيين على تحويل الاتفاقيات إلى إنجازات ملموسة.
ويأتي تنفيذ المشروع ضمن التزام الجانب الإيطالي ببنود اتفاقية الصداقة والتعاون الموقعة في 20 أغسطس 2008، والتي تشمل إلى جانب إنشاء الطريق السريع، تنفيذ مشاريع إسكان، وتقديم منح دراسية للطلبة الليبيين في الجامعات الإيطالية، وتشجيع الشركات الإيطالية على الاستثمار في ليبيا.
ويُعدّ هذا المشروع خطوة مهمة ضمن خطة "عودة الحياة" التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية لإعادة تأهيل وتطوير البنى التحتية وشبكة الطرق في ليبيا، بهدف تعزيز الترابط بين المدن وتنشيط الحركة الاقتصادية ودعم جهود التنمية المستدامة في البلاد.
... (وال) ...