العالم على طاولة التفاوض في جنيف : لصياغة أول معاهدة عالمية ضد التلوث البلاستيكي.
نشر بتاريخ:
لندن، 5 أغسطس 2025 (وال) - يجتمع ممثلو أكثر من 160دولة في مدينة جنيف السويسرية بدءًا من اليوم، الثلاثاء، في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق دولي ملزم قانونيًا لمكافحة التلوث الناجم عن البلاستيك، وسط أجواء من التوتر والاختلافات الحادة بشأن الإنتاج والتمويل.
وتأتي هذه الجولة الجديدة، المعروفة باسم (CIN5-2)، بعد فشل المحادثات السابقة التي عُقدت في مدينة بوسان الكورية الجنوبية في ديسمبر الماضي، بسبب اعتراضات دول منتجة للنفط حالت دون إحراز تقدم يُذكر. وتستمر هذه الدورة من المحادثات لمدة عشرة أيام، حتى 14 أغسطس الجاري.
ويواجه العالم أزمة متفاقمة في التلوث البلاستيكي، إذ تشير تقديرات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) إلى أن استهلاك البلاستيك قد يتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2060 إذا لم تُتخذ إجراءات فورية. كما يُتوقع، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، أن تزداد كمية النفايات البلاستيكية في التربة والمجاري المائية بنسبة 50% بحلول عام 2040.
ويُنتج العالم حالياً نحو 460 مليون طن من البلاستيك سنوياً، يُخصص نصفها للاستخدام الأحادي، بينما لا تتجاوز نسبة التدوير 10%. وتُظهر دراسات حديثة أن تحلل البوليمرات إلى جزيئات دقيقة ونانوية يؤدي إلى تلوث بيئي واسع النطاق، ويمتد إلى الدورة الدموية البشرية وأعضاء الجسم.
وحذّر فريق علمي يضم 450 باحثاً من 65 دولة من الآثار الصحية المحتملة، التي لا تزال غير مفهومة بالكامل، على الأجيال الحالية والمقبلة.
ورغم التعقيدات الناجمة عن تباين المصالح بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة والصحة العامة، أعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، عن تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى معاهدة بنهاية هذا الاجتماع.
وفي خطوة تحضيرية، وزّع لويس فاياس فالديفييسو، الدبلوماسي الإكوادوري الذي يترأس المفاوضات، مسودة أولية للاتفاق، تتضمن أكثر من 300 نقطة خلافية تتطلب نقاشاً معمقاً قبل الوصول إلى توافق نهائي.
ويترقب العالم نتائج هذه المحادثات المصيرية التي قد تمثل نقطة تحول حاسمة في مكافحة التلوث البلاستيكي على مستوى الكوكب.
....( وال ) ....