التحقيق في كارثة الطائرة الهندية: إيقاف مفاتيح الوقود قبل التحطم بلحظات.
نشر بتاريخ:
نيودلهي 13 يوليو 2025 (وال) – كشف تحقيق أولي في حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية الشهر الماضي عن سبب صادم يقف وراء الكارثة، التي أودت بحياة ما لا يقل عن 260 شخصًا. فقد أظهر التقرير أن مفاتيح التحكم في ضخ الوقود لمحركي الطائرة انتقلت من وضع التشغيل إلى الإيقاف قبل لحظات من سقوط الطائرة، ما أدى إلى توقف المحركات وبدء الطائرة في الهبوط السريع.
الطائرة، من طراز بوينغ 787، كانت متجهة من أحمد آباد إلى لندن وتحطمت بعد دقائق من الإقلاع، مما أسفر عن مقتل 260 شخصًا، بينهم 19 على الأرض، مع نجاة راكب واحد فقط.
وبحسب تقرير "مكتب التحقيق في حوادث الطائرات" الهندي، توقفت مفاتيح الوقود في المحركين بفارق ثانية واحدة فقط، في اللحظة التي كانت فيها الطائرة تسجّل أقصى سرعة لها. وأظهرت تسجيلات قمرة القيادة أن أحد الطيارين تساءل: "لماذا أوقفت الوقود؟"، ليرد عليه زميله بأنه لم يفعل.
عاد الوقود للتدفق بعد لحظات، وبدأ المحركان في استعادة طاقتهما، لكن الطائرة كانت قد فقدت ارتفاعها وبدأت بالسقوط. وأطلق الطيار نداء استغاثة "مايداي" ثلاث مرات قبل أن ترصد أبراج المراقبة تحطم الطائرة.
رغم خطورة النتائج، لم يُحدد التقرير بعد المسؤولية عن الحادث، مشيرًا إلى أن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى. وأفادت مصادر متخصصة لموقع "ذي إير كارنت" أن تركيز التحقيق ينصب حاليًا على مفاتيح الوقود، مع احتمال تغيّر اتجاه التحقيق خلال الأشهر المقبلة.
وأشار التقرير إلى وجود نشرة معلومات أصدرتها إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية عام 2018، تحذّر من احتمال تعطل خاصية قفل مفاتيح الوقود في طائرات "دريملاينر"، إلا أن الخطوط الجوية الهندية لم تنفذ الفحوصات المقترحة، باعتبار أن النشرة كانت "استشارية" فقط.
ورغم ذلك، أكد المكتب الهندي أنه لا توجد أدلة على وجود خلل في محركات GE أو في هيكل الطائرة المصنعة من بوينغ، ولم تصدر توصيات عاجلة بشأن تعليق استخدام هذا الطراز.
ويشارك في التحقيق خبراء من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في حين أكدت شركة بوينغ دعمها الكامل لسير التحقيقات، وكذلك أبدت الخطوط الجوية الهندية تعاونها التام مع السلطات المختصة. ومن المنتظر صدور التقرير النهائي خلال الأشهر المقبلة.
يُذكر أن الطائرة كانت تقل 230 راكبًا، بينهم 169 هنديًا، و53 بريطانيًا، وسبعة برتغاليين، وكندي واحد، إضافة إلى طاقم مكوّن من 12 فردًا. وأسفر التحطم عن إصابة عشرات الأشخاص على الأرض، فيما نجا راكب بريطاني واحد فقط.
ورغم أن الحصيلة الأولية أشارت إلى 279 قتيلاً، إلا أن الرقم عُدّل لاحقًا إلى 260 قتيلًا بعد استكمال عمليات التعرف على الجثث.
وأعادت هذه الكارثة إلى الواجهة الجدل المتواصل حول إجراءات السلامة والصيانة في الطيران المدني، خصوصًا فيما يتعلق بأنظمة الوقود في طائرات بوينغ الحديثة، ما دفع السلطات الهندية إلى إعادة النظر في بروتوكولات الطوارئ والصيانة الجوية.
....( وال ) .....