باحث أكاديمي ليبي لـ ( وال) : الهجرة غير الشرعية في ليبيا جريمة تسلل وخرق للحدود يعاقب عليها القانون الليبي .
نشر بتاريخ:
حوار: أميرة التومي .
تصوير: إسماعيل الكوربو .
طرابلس 20يونيو 2025 (وال) – قال عضو هيئة التدريس بجامعة طرابلس، الباحث الأكاديمي، سالم امجاهد، إن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تُعد من الملفات الخطيرة جدا والثقيلة في ليبيا.
وأوضح في مقابلة مع وكالة الأنباء الليبية، اليوم الخميس في طرابلس، أن هذه الظاهرة تؤثر اليوم بشكل مباشر في الأوضاع الاجتماعية والأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية وستكون لها تبعات وخيمة في المستقبل القريب والبعيد للبلاد إلى جانب أنها من العوامل البارزة في التأثير على الوضع الجيوسياسي وفي التفاعلات بين ليبيا ودول الجوار ودول الإقليم والكثير من الدول الأوروبية.
وشدد الباحث الأكاديمي الليبي أن ما تشهده ليبيا اليوم هو في الواقع جريمة تسلل واختراق للحدود وليس موضوع هجرة بمفهومها الأصيل لأن المعنيين دخلوا البلاد بطرق غير شرعية وهو فعل يُعاقب عليه القانون الليبي، مؤكدا أن الهجرة لها تبعات سياسية، مادية واقتصادية.
ودعا في هذا الصدد إلى إعادة النظر في مفهوم الهجرة غير الشرعية وتسمية الأشياء بمسمياتها لأن ما يجري في ليبيا جريمة تسلل واختراق حدودي يعالجها القانون الليبي، نظرا لانعكاساتها السلبية ليس فقط فيما يتعلق بانتهاك سيادة الدولة بل بسبب تبعاتها وأبعادها الاقتصادية الكارثية.
وكشف امجاهد أن هذا الفيضان البشري تسبب، بحسب آخر تقرير لمصرف ليبيا المركزي في استنزاف 7 مليار دولار سنويا، وهو أمر خطير ساهم بشكل مباشر في انهيار قيمة الدينار الليبي إلى جانب الضغط على البنية التحتية في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء، ووفر بيئة خصبة لتنامي عصابات التهريب والجريمة المنظمة وتهريب السلاح والمخدرات والاتجار بالبشر، وجميعها تعتبر مخاطر أمنية قد تؤدي كذلك إلى تسلل عناصر إرهابية مذكرا بأن تسلل عناصر (داعش) إلى ليبيا ليس ببعيد.
واستطرد الباحث الليبي أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية أساءت لصورة ليبيا وسمعتها من خلال التقارير التي وثقتها منظمات دولية عن التعذيب والعنف الجنسي مؤكدا أن هذا الملف الثقيل أصبح يُستغل سياسيا من أطراف النزاع محليا ومن دول خارجية لم يسمها لتحقيق مصالح جيوسياسية.
وقال إن هذا الملف سيؤدي اجتماعيا على المدى البعيد إلى اختلال التركيبة الديموغرافية مؤكدا أن التقديرات المبدئية توثق وجود ما لا يقل عن ثلاثة ملايين مهاجر أو متسلل غير شرعي تسبب الكثير منهم في انتشار أمراض معدية مثل الايدز والتهاب الكبد وهي أمراض موثقة في المراكز الصحية وخاصة في مستشفيات الولادة.
وحذر الباحث الأكاديمي الليبي من أن هذا الملف قد يخلق بشكل أو بآخر توترات داخل المجتمع لا يمكن معرفة مالاتها مشيرا إلى أن حالة من رفض تواجدهم في بعض المدن بدأت تطفو على السطح خاصة بسبب قيام بعض المتسللين بجرائم شغلت الرأي العام وقد يتم نفخها واستغلالها وسط الانقسام السياسي الذي يعصف بالبلاد وضعف مؤسسات الدولة مذكرا في هذا السياق بمواجهات حدثت عام 2008 بين مواطنين ومهاجرين أسفرت عن سقوط قتلى غير أن الدولة تمكنت في ذلك الوقت من السيطرة على الوضع بسرعة وبأقل الخسائر.
يُذكر أن ليبيا تُعتبر دولة استقطاب وعبور للمهاجرين غير الشرعيين من العديد من الدول الأفريقية وبعض الدول الآسيوية والعربية.
وينقسم هؤلاء المهاجرون إلى فئتين، فئة، هم الأغلبية، يقيمون في ليبيا، يعملون ويتقاسمون كافة الموارد والخدمات مع الليبيين ويحولون أموالهم إلى أسرهم في بلدانهم الأصلية، وفئة، هم الأقلية، يتحينون الفرصة للقفز إلى الضفة الأخرى من المتوسط .
( وال )