قافلة طبية لدعم المراكز الصحية في الجنوب الليبي.
نشر بتاريخ:متابعة وتصوير : زهرة الفيتوري
أوباري 22 أكتوبر 2024 (وال) - سيرت مؤسسة الأيدي الرحيمة للأعمال الإنسانية والتنمية قافلة طبية الى الجنوب الليبي خلال النصف الأول من شهر أكتوبر الجاري لدعم برنامج توطين العلاج بالداخل وتحسين صحة المجتمع إلى جانب التفكير في كيفية استدامة الخدمات الطبية للمراكز الصحية المحلية في الجنوب الليبي وتحقيق نتائج إيجابية مستدامة في المستقبل.
واستهدفت القافلة مستشفى الغريفة القروي والمركز الصحي جرمة والمركز الصحي بنت بيه ومستشفى اوباري العام والمركز الصحي المشروع (اوكامبو)، وضمت أطباء في مختلف التخصصات وفنيين وعناصر طبية مساعدة، شاركوا في إجراء عمليات ومسح طبي وفحوصات للمرضى في هذه المناطق ممن يعانون من مختلف الأمراض.
وتأتي هذه المبادرة، بحسب المنظمين، في إطار تقريب الخدمات للمرضى ممن تعذر عليهم الوصول إلى المستشفيات في العاصمة طرابلس وكبريات المدن الليبية، لتلقى العلاج ومساعدتهم على الحصول على العلاج اللازم دون عوائق إلى جانب تعزيز القدرات وتلبية الاحتياجات الطبية في المنطقة.
وأقامت القافلة عيادات متنقلة، مجهزة بالمعدات والأدوات الضرورية لتقديم الخدمات الطبية في المواقع التي تعاني من نقص في المرافق الصحية ليتم توفير الرعاية الصحية اللازمة للمحتاجين في مناطق الجنوب الليبي.
وتعمل مؤسسة الأيدي الرحيمة على الاستجابة السريعة للحوادث الطارئة وتوفير الرعاية الصحية الفعالة في الأوقات الحرجة للحالات و تتابع الوضع في المشافي القروية وتشر١ف على تقييم أداء النظام الصحي فيها لتقديم الرعاية اللازمة للمرضى.
وقال مدير مكتب العلاقات العامة والاعلام ببلدية الغريفة، محمد موسى بكة، في تصريح لمراسلة صحيفة الأنباء الليبية التي رافقت القافلة، إن قافلة السلام الطبية ستعمل في نطاق خمسة مراكز صحية وثلاثة مستشفيات, مشيرا إلى أن المراكز الصحية في منطقة الغريفة تفتقر لبعض التخصصات منها الأنف والأذن والحنجرة والجراحة.
وأوضح أن بعد المسافة بين منطقة أوباري والمراكز الصحية في العاصمة (حوالي 1000 كلم)، والحالة المتردية للطرق ناهيك عن عدم توفر الوقود، تجعل من الصعب نقل المرضى لتلقي العلاج الضروري وإنقاذ الحياة، داعيا وزارة الصحة إلى ضرورة الرفع من جودة الخدمات الطبية في مناطق الجنوب وتوفير الرعايا الصحية للمواطنين خاصة التحاليل المخبرية والعلاج الطبيعي والاستشارات النفسية لتلبية احتياجات المواطنين وايفاد أطباء متخصصين في زيارات متواصلة إلى الجنوب الليبي من المستشفيات الجامعية في طرابلس وبنغازي ومصراتة في انتظار دعم المراكز الصحية في مدن الجنوب بالأطباء والعناصر الطبية اللازمة.
وتمكنت القافلة في خطوة هي الأولى من نوعها من المساهمة في إعادة فتح قسم الأسنان بالمركز الصحي جرمة بعد أن توقف عن العمل منذ عام 2019 بسبب جائحة كورونا وتم استقبال 60 حالة أجرت لها الدكتورة خولة أبوخوطة عمليات كشف وخلع وتنظيف اللثة، إلى جانب تنظيم حلقة توعوية ارشادية لصحة الأسنان والفم.
وأجرى الدكتور حسين البكوش 86 عملية جراحية خلال 48 ساعة منها 16 حالة ختان و 28 عملية صغرى و6 عمليات استئصال أكياس في الرحم، وفي مجال طب النساء والولادة أشرفت الدكتورة مروة مادي على إجراء 28 عملية ولادة منها ثلاث عمليات ولادة قيصرية, وفي تخصص طب الأطفال أجرى الدكتور ميمون الشريف 60 عملية منها 37 عملية ختان و 5 عمليات صغرى.
وتابعت الطبية المساعدة ابتسام الكوت في مجال الطب والطواري والاسعافات الأولية 19 حالة من الإسعافات الأولية المستعجلة.
ونظمت القافلة دورة توعوية عن الإسعافات الأولية بمستشفى الغريفة القروي ودورة عن التعريف بمرض السرطان ومسبباته وطرق الوقاية، خاصة سرطان الثدي.
وأشرف الدكتور إسماعيل ضو على حالات تحتاج إلى الدعم النفسي والطبي، خاصة للذين يعانون من أوضاع صحية مزمنة أو حالات معقدة شملت 41 حالة بين كشف وجلسات دعم نفسي، تزامنت مع اليوم العالمي للصحة النفسية.
وأبلغ مدير العلاقات العامة بمستشفى أوباري العام، مصطفى محمد امحمد، مراسلة صحيفة الأنباء الليبية، أن المستشفى افتتح عام 1989، وبدأت رحلته في تقديم الرعاية الصحية والعلاجية للمواطنين واستمر في القيام بمهامه حتى عام 2011، غير أنه أشار إلى أن الأوضاع بدأت في التدهور بعد 2011 بشكل ملحوظ حيث شهد هذا المستشفى أزمة حادة بسبب مغادرة معظم الأطقم الطبية الأجنبية، بما في ذلك الأطباء المساعدون من دول كوريا الشمالية والسودان ومصر وبنغلاديش وباكستان والهند.
وقال " توجد اليوم طبيبة واحدة وصيدلانية واحدة من دولة السودان، بالإضافة إلى عدد قليل من العناصر الطبية المساعدة في مجال التمريض من الليبيين".
واشتكى امحمد من أن المستشفى يواجه تحديات وصعوبات في جلب الأطقم الطبية الأجنبية مشيرا إلى أن العناصر المحلية قليلة جدا وتعاني من نقص الرواتب في حين أن ظروف العمل أصبحت سيئة ما يؤثر سلبًا على عمل المستشفى الذي يعمل به اليوم 15 طبيبًا بعقود مؤقتة، في حين تواجه إدارة المستشفى نقصًا في السيولة المالية.
وكشف امحمد أن المستشفى تلق مؤخرا رسالة تفيد بأن شركة زلاف للنفط تبنت عقود الأطباء، غير أنه لاحظ أن المؤسسة الوطنية للنفط لم تتخذ أي إجراء منذ تسليم العقود في 18 مارس 2022 .
وقال في سياق متصل إنه تم تكليف الدكتور موسى أعلوه بشكل رسمي لإدارة المستشفى في أغسطس عام 2024، ، وهو يسعى اليوم إلى بذل جهود كبيرة لتحسين الوضع الحالي ومتابعة تقديم الخدمات الصحية حسب الإمكانيات المتاحة مشيرا إلى أنه رغم التحديات تستمر عمليات الصيانة في أقسام مستشفى اوباري العام خاصة قسم الولادة وقسم الطوارئ.
واستطرد أن المستشفى تحصل على وعود بتوفير وسائل نقل جديدة تشمل سيارات إسعاف، ما سيساهم في تحسين خدمات نقل المرضى وتوزيع الأدوية إلى جانب الاستعداد لتحويل العيادات الخارجية لتقديم خدمات مماثلة لتلك المقدمة داخل المستشفى، مع التركيز على تجهيزات معينة مثل جهاز التصوير المقطعي.
يذكر أن الجنوب الليبي رغم أنه مصدر معظم ثروات ليبيا من النفط والماء والغاز والذهب، يعاني مشاكل معقدة فاقمها الانقسام السياسي وانتشار التهريب والفساد والجماعات المسلحة وهشاشة الأوضاع الأمنية رغم الجهود المبذولة لضبط الحدود الليبية. (وال)