Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

المواد الغذائية المستوردة التي تغزو الأسواق في ليبيا .. هل أمننا الغذائي في مأمن ؟ ( تقرير) .

نشر بتاريخ:

 تقرير  نجاح ابولسين ..

طرابلس  11  يناير 2024  (وال  - ( خلال زيارتك للمراكز التجارية الخاصة بالمواد الغذائية تلاحظ ان هذه المراكز قد خصصت زوايا وأماكن خاصة وضعت فيها أصناف من المواد الغذائية التي تصنف بانها صحية وطبيعية وعضوية .

فتجد عند تجوالك في  الأرف والزوايا مربى يقال انه خال من السكر، وزبادي قليل الدسم ، وحليب خال من الدسم ، ودقيق خال من الجلوتين واطعمة عضوية "اورغانك" واخرى غير معالجة وثالثة خالية من المواد الحافظة او الزيوت المكررة او المهدرجة وبديل الكسكسي والخبز المرحى الخالي من الجلوتين .. بل وتجد في احد تلك الأرف علبة تونا اوروبية الصنع كتب عليها انه لم يتم اصطيادها بطريقة المفرقعات !! .

في جانب آخر تتربع "قشور السيليوم" أو كما يطلق عليه عشبة " الأسبغول " على ارفف المحلات والصيدليات على حد السواء كأفضل المنتجات للتخسيس بزعم مروجوه ، هذا بالإضافة الى السكر البني و بدائل السكر او ما يعرف بالستيفيا ولدى قراءة محتوياته تجد أنه كتب عليه أنه خليط من الاريثريتول و ستيفيول جليكوسيد!

اما آخر صرعات الاطعمة الصحية التي يمكن ان تجدها موضوعة على هذه الارفف فهي الكلوروفيل السائل ( صدقوا او لا تصدقوا ! ) وهو مشروب يقول مروجوه انه مفيد لنضاره و اشراقة البشرة وتقليل الحبوب و مضاد للأكسدة طبيعي يخلص الجسم من كل السموم ويطهره من الداخل!

وحتى الملح باتت له انواع متعددة فهنالك الملح الخشن والملح الصخري والملح البحري ومؤخرا غزى ملح الهيمالايا الاسواق الليبية بهجوم كاسح فهو ببلوراته الوردية الجميلة يجعلك ترغب في شرائه وتجربته رغم ارتفاع ثمنه مقارنه بملح الطعام العادي وله انواع مختلفة وشركات متعددة اكثرها اسيوي المصدر( باكستاني تحديدا ) ويقول مروجوه انه مدعم باليود ما يجعله الخيار البديل لملح المائدة لتحسين الهضم كما الاستحمام بماء ممزوج بملح الهيمالايا يعتقد أنها طريقة محتملة لتحفيز طرد السموم من الجسم.

وتعتبر كلمة ( مضادات الاكسدة) هي الكلمة السحرية المشاعة والمرفقة على معظم تلك الاطعمة والتي تساهم تجاريا في ازدياد مبيعاتها .

مراسلة وكالة الانباء الليبية قامت بزيارة الى عدد من المحلات الشهيرة بكل من قرجي ، زاوية الدهماني ، الدريبي وقرقارش وغوط الشعال وأطلعت على محتويات تلك الاطعمة وخلال زياراتها هذه وفي زاوية من زوايا السوق التي تخلو من ضجيج الاطفال وتتميز بقلة المقبلين عليها وجدت " احمد عاشور " 29 عاما يعمل موظفا يجول بنظره بين تلك السلع وعندما سألته عن سبب إقباله على تلك السلع التي توصف بانها صحية ومكلفة جدا أجاب بأنه فقط يلقي نظرة متفرج على العلب وانه لا يمكنه شرائها فهو أب لاربع اطفال وبالكاد يمكنه اطعامهم الطعام العادي مضيفا ان الاطعمة الصحية بالنسبة له تعتبر من ترف العيش .

التقت مراسلة الوكالة السيدة " نادية قشوط " التي تبلغ من العمر 44 عاما فسألتها عن هدفها من التجوال بين أرفف الاطعمة الصحية وأطعمة الريجيم والتخسيس أجابت أنها تعاني من حساسية المعدة وهى تشتري الاطعمة الخالية من الجلوتين ونظرا لارتفاع اسعارها اضطرت لخلط الدقيق العادي بالدقيق الخالي من الجلوتين لتوفر بقدر الامكان.

واشتكت السيدة "غادة عبد العاطي" 37 سنة من ارتفاع الاسعار عامة لهذه المواد التي قالت انها تخصص قدر لابأس به من راتبها الشهري لشرائها ،فهي تراها هامة جدا وتقول ان الطعام الصحي سيغنيها عن زيارة الاطباء لاحقا (كما تزعم) .

واسترعى انتباه مراسلة الوكالة اقبال النساء اكثر من الرجال على هذه المنتجات ، وقالت السيدة " فاطمة عون " وهي موظفة ان شراء الاطعمة الصحية شكل ادمان لديها ، إلا انها لا ترى مبررا لارتفاع اسعارها حتى انها اسمتها بأطعمة الاغنياء فقط .

ولمعرفة المزيد عن تلك الاطعمة ومدلولاتها وأهميتها حاورت مراسلة وكالة الانباء الليبية الدكتور"محمد أبولسين" عن ماهية الغلوتين فأجاب يعتبر الغلوتين مصدراً غذائياً هاماً للبروتين فهو يستخدم كمادة مضافة في بعض الأطعمة لزيادة البروتين فيها وقد يسبب تناول خبز القمح المحتوي على الغلوتين لدى بعض الناس حساسية ضدها فحوالي شخص واحد من بين 113 شخصا في الدول المتقدمة لديهم حساسية ضد الغلوتين والمصابون بالداء البطني لا يمكنهم هضم الغلوتين بسهولة.

وسألته عن اضرار الجلوتين فأجاب ان حساسية الغلوتين تسبب بعض مؤشرات المرض والأعراض المرتبطة بالداء البطني، بما في ذلك آلام البطن، أو الانتفاخ، أو الإسهال، أو الإمساك، أو "ضبابية الدماغ"، أو الطفح الجلدي، أو الصداع على الرغم من عدم وجود أضرار في أنسجة الأمعاء الدقيقة تشير الدراسات إلى أن الجهاز المناعي يلعب دورًا، لكن العملية ليست مفهومة تمامًا.

وبادرته بالسؤال عن الطعام العضوي؟ فاجاب انه مُصطلح الطعام العضوي وهو بالإنجليزيّة ( Organic Food) يطلق على الغذاء الذي يتمّ إنتاجه أو تنميته دون استخدام أيّ نوعٍ من المُبيدات الحشرية، أو الأسمدة ويكون مُصنّعاً من مكوناتٍ غير مُعدّلة وراثياً، وخالياً من الإضافات الغذائيّة الكيميائيّة، والصناعيّة ؛ كالمواد الصناعية التي تُستخدم لإنضاج الطعام، ودون استخدام الإشعاع ويتمّ تصنيف اللحوم على أنّها لحومٌ عضويّةٌ إذا كانت تأتي من حيواناتٍ لا تُعطى أيّ نوعٍ من المُضادات الحيوية أو الهرمونات وبشكلٍ عام قد يُسمح باحتواء الأطعمة المُصنّعة على نسبةٍ صغيرةٍ من المكونات غير العضوية، ولا تزال تحمل علامة الطعام العضوي.

 واضاف أنّ الطعام العضوي يمتاز بكونه طازجاً؛ وذلك نظراً لعدم احتوائه على موادّ حافظةٍ تجعله يدوم لفتراتٍ طويلة ومن الأمثلة على الأطعمة التي يمكن الحصول عليها كأطعمة عضوية: الفواكه، والخضراوات، والبقوليات الجافّة، والحبوب، واللحوم ومنتجاتها، ومنتجات الألبان، والبيض، والعسل، وبعض أنواع الأطعمة المُصنّعة.

ولدى سؤاله عن السكر البني قال إن السكر البني لا يختلف كثيرًا من ناحية تغذوية عن السكر الأبيض، أما بالنسبة للألياف والمواد الغذائية الموجودة فيه فإن السكر البني يحتوي على الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم إلا أن محتوياته من الكالسيوم لا تستدعي التركيز على ضرورة استهلاكه.

وعن ملح الهمالايا قال انه يعمل عكس الملح العادي، فيحافظ على مرض الضغط لاحتوائه على كمية أقل من الصوديوم فهو يعمل على تسهيل عملية الأيض، التي تسهل في حرق الدهون بالجسم، كما يعمل على حرق الدهون الموجودة بالبطن والأرداف، فتقل الدهون بسهولة.

وحذر الدكتور " محمد" من انه يجب الانتباه إلى أنّ الملح يُستخدم لإضافة النكهة، وليس لإضافة قيمةٍ غذائيّةٍ وتساهم التعبئة، والتغليف، والتسويق، في جعل الملح أكثر كلفة، ولكن ليس أكثر صحّة، إذ إنّ جميع أنواع الملح تحتوي على الصوديوم بكميات متقاربة.

يشار الى انه هناك العديد من الدراسات التي تقارن في المحتوى الغذائي للنباتات العضوية، والنباتات المزروعة تقليدياً، إلّا أنّها لم توفّر الكثير من الاختلافات والفروق في محتواها من الفيتامينات والمعادن؛ حيث تشير الدراسات إلى أنّ هذه الاختلافات صغيرةٌ جداً وأظهرت إحدى المراجعات التي نُشرت في مجلّة Alternative Medicine Review: a Journal of Clinical Therapeutic عام 2010 أنّ بعض الأطعمة العضويّة تحتوي على نسبٍ أقلّ من النترات، ومستوياتٍ أعلى من فيتامين ج، وبعض المعادن؛ كالفسفور، والمغنيسيوم، والحديد.

وأشار تحليلٌ إحصائيٌّ نُشر في مجلة he British Journal of Nutrition عام 2014 إلى أنّ نسبة مُضادات الأكسدة في الأطعمة العضوية كانت أعلى مُقارنةً مع الأطعمة غير العضوية، بالإضافة إلى أنّ نسبة عنصر الكادميوم السامّ كانت أقلّ في الأطعمة العضويّة.

, أشارت مراجعةٌ نُشرت في مجلّة British Journal Of Nutrition عام 2016 إلى احتمالية احتواء الأطعمة العضوية على نسبٍ أعلى من أحماض أوميغا-3 الدهنية، حيث تبيّن خلال هذه الدراسات أنّ نسب الأحماض الدهنية تكون مرتفعةً لدى أنواع اللحوم الحيوانية التي يعتمد النظام الغذائي لها على الرعي، كما تكون هذه الأحماض مُتجانسةً بشكلٍ أكثر مُقارنةً بتلك اللحوم التي تعتمد في النظم الغذائية لها على الأعلاف الموصوفة تبعاً لمعايير الزراعة العضويّة

ولا بُدّ من الإشارة هنا إلى أنّ التوافر البيولوجي للعناصر الغذائية المفيدة الموجودة في الأطعمة العضوية والتقليدية قد يتأثر بالعديد من العوامل التي لا علاقة لها بكونها عضويّة أو غير عضوية؛ حيث يتم إخضاعها للعديد من الدراسات نظراً لتنوّع أنواع المحاصيل، وسلالات الحيوانات التي قد تؤثر في المشاركين في الدراسات الغذائية، ولذلك فما زالت هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد آثار استهلاك الأطعمة العضوية الصحية في الأشخاص.

و توصي الإرشادات الغذائيّة الأمريكيّة بحدٍّ أقصى قدره 2300 ميلغرامٍ من الصوديوم يومياً؛ أي ما يساوي 5.8 غرامات من الملح؛ حيث تحتوي ملعقةٌ صغيرةٌ منه على حوالي 2400 مليغرامٍ من الصوديوم، وغالبا ما يتجاوز معظم الأشخاص هذا الحدّ. يُنصح الأفراد الذين يعانون من ارتفاعٍ في ضغط الدم بالتقليل من الملح أو تجنّبه نهائيّاً. يمكن أن تختلف نسبة المعادن الموجودة في الأملاح المختلفة، وقد توفر هذه المعادن فوائد صحيّة إضافيّة، إلّا أنّ هذه الاختلافات تُعدّ بسيطة، وليست أساسيّة في اختيار الملح.

وال..