البعثة الأممية توثق عشرات حالات الاعتقال التعسفي والاحتجاز لرجال ونساء وأطفال على أيدي الجهات الأمنية في جميع أنحاء ليبيا .
نشر بتاريخ:طرابلس 10 ديسمبر 2023 م ( وال ) – عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء استمرار حملة القمع التي تطال الحيّز المدني والاعتقالات التعسفية في جميع أنحاء ليبيا ، مما خلق مناخاً من الخوف وقوض الحيّز الحر والمفتوح المطلوب للحوار السياسي والمصالحة القائمة على الحقوق وإجراء انتخابات شاملة وشفافة.
وكشفت البعثة في بيان لها بمناسبة بالذكرى الـ (75) للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أنها وثقت على مدى الأشهر التسعة الماضية، العشرات من حالات الاعتقال التعسفي والاحتجاز لرجال ونساء وأطفال على أيدي الجهات الأمنية في جميع أنحاء ليبيا ، وهو ما يمثل انتهاك للقوانين الوطنية الليبية والالتزامات الدولية، خصوصاً أنها ذات دوافع سياسية، حيث يتم احتجاز جميع الأفراد بسبب انتمائهم السياسي الفعلي أو المتصوَّر.
وأشار المبعوث الأممي " عبد الله باتيلي " في البيان إلى أنهُ ما يزال أعضاء الأحزاب السياسية والأكاديميون والناشطون يعانون من الاحتجاز في طرابلس وبنغازي وسرت، دون إتاحة الفرصة لهم للوصول إلى العدالة. يجب إطلاق سراحهم على الفور ودون قيد أو شرط .
وجدد "باتيلي " دعوة البعثة لحماية وتعزيز حقوق الإنسان كعامل تمكين للتحول الديمقراطي في ليبيا ..وقال إن وجود مساحة مدنية مزدهرة ينخرط فيها الليبيون من خلال الحوار واختلاف الرأي والتفاهم المتبادل أمر بالغ الأهمية للعملية السياسية ، مشددا على ضرورة المضى إلى العمل سويةً لحماية المبادئ المنصوص عليها في الإعلان العالمي ، وتقديم الدعم للأطراف الفاعلة في ليبيا في مجال المجتمع المدني والدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتهم وتمكينهم من القيام بعملهم بأمان وكرامة".
كما عبرت البعثة في البيان عن شعورها بالقلق إزاء التهديدات والمضايقات وخطاب الكراهية والعنف والاعتقال غير القانوني الذي يتعرض له الليبيون من الناشطين السياسيين، داعية السلطات الليبية في مختلف المستويات إلى حماية الحق في حرية الرأي والتعبير ووضع حد لممارسات للاعتقال والاحتجاز التعسفي واسعة النطاق.
ولفتت البعثة إلى أن الأكاديميين والصحفيين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والناشطون سياسياً يعملون على رفع مستوى الوعي حول العملية السياسية والانتخابات، وعلى الحفاظ على الطابع المنفتح والشفاف لهذه العملية، ويضمنون المشاركة الفعالة للنساء والشباب والفئات المهمشة والمحرومة.
ونبه "باتيلي" في هذا الصدد إلى ان تضييق عملهم وإسكاتهم وتعزيز مناخ الخوف يقوّض الأسس المطلوبة للانتقال الديمقراطي في ليبيا ويشجع المفسدين ويمكّن الجهات الأمنية، على وجه الخصوص، من ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان بعيداً عن أيدي العدالة. يجب أن ينتهي كل هذا .
وأختتم بيان البعثة الأممية بالـتأكيد على أن ليبيا تمرُّ بمرحلةٍ حرجة ، لافتة إلى أنه بينما يواصل الممثل الخاص جهوده لجمع الأطراف الرئيسية سويةً للاتفاق على تسوية سياسية تهدف إلى السير بالبلاد نحو الانتخابات، فأنها تُذَكِّر جميع الأطراف بأن حقوق الإنسان وسيادة القانون يجب أن تكونا القوة الدافعة لمستقبل ليبيا.
( وال )