محرر الشؤون العربية لـ (وال) : مشاهد الدمار المروع في غزة جرائم تفوق جرائم النازية .
نشر بتاريخ:طرابلس 26 نوفمبر 2023 م ( وال ) - تجولت عدسات بعض الفضائيات صباح الجمعة في أماكن محددة من قطاع غزة في اليوم الأول لدخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ للبدء في عملية تبادل الأسرى والمعتقلين بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، لتنقل إلى العالم مشاهد مروعة وصادمة عن حجم الدمار الناجم عن وحشية القصف الهمجي الذي نفذته الطائرات الحربية والمسيرات والصواريخ والدبابات والمدافع الصهيونية على مدى حوالي 50 يوما ضد التجمعات السكانية والبنى التحتية في قطاع غزة إلى جانب آلاف الشهداء غالبيتهم من الأطفال والنساء وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين المدفونين تحت الركام.
وقال محرر الشؤون العربية بوكالة الأنباء الليبية إن هذه المشاهد الموجعة والصادمة التي لم ير العالم مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية عندما صبت القوات النازية حممها على لندن والتقت قوات الحلفاء على تدمير برلين، تكشف للعالم إرهاب دولة منظم وعقيدة للإبادة الجماعية والدمار والتصفية العرقية وإشاعة الخراب لجيش الاحتلال الصهيوني ، وزيف مايروج له الغرب وأمريكا من الدفاع عن الحريات وعن حقوق الانسان ، وعلى رأسها الحق في الحياه .
وتساءل المحرر ماذا سيقول الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي زار تل أبيب يوم 18 أكتوبر الماضي لتقديم دعم مفتوح وغير مشروط للكيان الإسرائيلي لتنفيذ حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وهو يرى، إن كان يرى، صور الخراب والدمار في مستشفى الشفاء الذي طال التجهيزات والمعدات الطبية ومولدات الكهرباء، وهو الذي حاول تضليل الرأي العام الأمريكي والدولي عندما أقدم على تبرئة الكيان الإسرائيلي من ارتكاب مجزرة المستشفى المعمداني في قطاع غزة التي راح ضحيتها حوالي ( 500 ) شهيد.
كما تساءل في ذات السياق كيف سيواجه رؤساء وقادة العالم وخاصة فيمايسمي بالدول الديمقراطية شعوبهم لتبرير هذه الجرائم المروعة لابادة شعب في القرن الواحد والعشرين وفي مقدمتهم الرئيس بايدن ، وماذا سيقول للناخب الأمريكي ولدافع الضرائب الأمريكي ، عندما لم يقل الحقيقة لشعبه وللعالم بمنظماته وهيئاته الحقوقية ، باتهامه لمن أسماهم بـ "الطرف الآخر"، ويقصد بذلك المقاومة الفلسطينية، بقصف المستشفى المعمداني، ليبرئ قوات الاحتلال الإسرائيلي من هذه الجريمة الوحشية التي لم ترتكبها حتى القوات النازية ويزعم أن "إسرائيل لها قيم كما هي قيم الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى في العالم".
ولفت محرر الشؤون العربية إلى أن حجم الدمار غير المسبوق في غزة التي تعرضت لحوالي 40 ألف طن من مختلف القنابل المحرمة دوليا يكشف كذلك عقيدة القتل والإبادة والتدمير وإشاعة الخراب لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلى أن جيش الاحتلال لا يقاتل إطلاقا لأن القتال قد يؤدي إلى الهزيمة، والهزيمة في العقيدة الصهيونية تعني نهاية هذا الكيان الذي قام على سفك الدماء والخراب، وطور هذه العقيدة في غزة إلى التجويع والحصار الخانق وقطع الماء والكهرباء ومنع الوقود والدواء على السكان المدنيين وتهجيرهم قسرا وهي جميعها جرائم ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وشدد المحرر على أن هذا الدمار الهمجي الذي حول قطاع غزة إلى أكوام من الركام يكشف حالة الإحباط والهزيمة التي يعيشها الساسة وقيادات جيش الاحتلال ، مؤكدا أن انصياع الكيان الاسرائيلي للهدنة وتبادل الأسرى والمعتقلين ما هي إلا محاولة للتستر على عجز قواته على مواجهة رجال المقاومة الفلسطينية بعد أن كانت أكدت أنها لن تتوقف إلا عند القضاء على حماس وتحرير من تسميهم بـ "المخطوفين".
وخلُص المحرر في ختام تعقيبه إلى القول إن التلويح بالقضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة ليس سوى تسويقا للوهم لان المقاومة ليست جيشا ليُهزم أو يستسلم مثلما فعلت جيوش من قبل، وإنما هي فكر نضالي ومقاومة شعب احتلت ارضه وشرد وحوصر لا يمكن قتله أو حصاره، بل سينتفض من تحت الركام في غزة ألف من كتائب القسام لن يتوقفوا إلا عند تحرير أرضهم وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
(وال )