Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

محرر الشؤون العربية لـ (وال) : الكيان الإسرائيلي يقابل قرار مجلس الأمن بالازدراء لكنه لن ينجح في وأد المقاومة

نشر بتاريخ:

طرابلس (وال) – قابل الكيان الاسرائيلي القرار الصادر أمس الأربعاء عن مجلس الأمن الداعي إلى "هدن إنسانية" في قطاع غزة بالازدراء واستباحة مستشفى الشفاء مرة ثانية واقتحامه بالجرافات والدبابات بعد أن حاصرته ودمرت معظم أجهزته وفرضت إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى هلاك جميع من بداخله، وضاعفت قصفها للبيوت والمساجد والمدارس ومحطات الوقود وغيرها في عموم القطاع، شمالا وجنوبا.

ولاحظ محرر الشؤون العربية بوكالة الأنباء الليبية أن الولايات المتحدة سمحت بتمرير هذا القرار بعد أن تم تخفيف لغته من "المطالبة" إلى "الدعوة"، وبعد رفض القرار الروسي الذي دعا إلى هدنة إنسانية دائمة تؤدي إلى وقف لإطلاق النار.

وأضاف، أن الولايات المتحدة تعمل في العلن ومن وراء الكواليس لتمكين الكيان الإسرائيلي من الوقت اللازم لتنفيذ مخططه المعلن من خلال تصريحات المسؤولين الصهاينة والمتمثل في جعل القطاع غير قابل للحياة وتهجير الفلسطينيين طوعا أو قسرا بعد أن قلصت مساحة غزة إلى النصف.

وأشار المحرر إلى أن تعامل الدولة العبرية مع قرار مجلس الأمن لن يخرج عن تعاملها مع قرار القمة العربية الإسلامية المزدوجة التي استضافتها السعودية في جدة الجمعة الماضي، مؤكدا في هذا الصدد أن قرار القمة العربية الإسلامية الذي كشفه بوضوح عن حالة من التفكك الراسخة والخلافات المزمنة بين هاتين المجموعتين الإقليميتين لم يعره الكيان الإسرائيلي أي اهتمام وتجاهلته حتى وسائل الإعلام العبرية.

وأضاف محرر الشؤون العربية أن الشارع العربي والإسلامي لم يكن بأفضل حال من المواقف الرسمية الضعيفة التي لم ترتق إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية التي تركبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث اكتفى برفع شعارات لم تكن حتى في مستوى تلك التي رأيناها في لندن وباريس وواشنطن ودبلن على سبيل المثال.

وأكد المحرر أن قوات الاحتلال تخوض إلى جانب حرب الإبادة والتطهير العرقي حربا للتجويع والتعطيش للقضاء على أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على خلفية مخططها لدفع سكان القطاع إلى طرق النزوح والتشريد والضياع بعد أن أجبرت في مرحلة أولى أكثر من مليون ونصف من المواطنين على التكدس في جنوب القطاع وزعمت بأنه منطقة آمنة.

وعن مصادر القوة التي تتوفر للدولة العبرية لازدراء قرارات مجلس الأمن منذ زرعها في قلب الوطن العربي عام 1948، أكد المحرر أن الكيان الإسرائيلي يستمد تلك القوة أولا من ضعف العالمين العربي والإسلامي، وثانيا من الغطاء السياسي والدبلوماسي الدولي الذي تفرضه أمريكا بالقوة على العالم، ومن الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن والغرب عموما بدون حدود، وثالثا من إرهاب العالم غربا وشرقا بالذراع الإرهابية للموساد الصهيوني المتخصصة في الاغتيال السياسي.

ولاحظ المحرر أنه من الخطأ الشائع الاعتقاد بأن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة هو الذي يدفع الإدارة الأمريكية إلى الانحياز الأعمى إلى جانب الكيان الإسرائيلي، وهو ما دأبت على تسويقه وسائل الإعلام في الغرب كما في الشرق، مؤكدا أن الولايات المتحدة أدركت بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وإبعاد كل من بريطانيا وفرنسا عن منطقة الشرق الأوسط وبخاصة عن منابع الطاقات القديمة والجديدة والمتجددة، أهمية هذا الكيان كقاعدة متقدمة وجاهزة للولايات المتحدة ومستودع للسلاح النووي للهيمنة على هذه المنطقة الحيوية للولايات المتحدة.

وخلص المحرر إلى أن الكيان الاسرائيلي قد ينجح بهذه الوتيرة وبالدعم الكامل للولايات المتحدة والمواقف المخزية وغير الأخلاقية للعالم في تدمير قطاع غزة بالطائرات والقنابل الأمريكية وقتل آلاف المدنيين، معظمهم من الأطفال، لكنها لن تنجح أبدا في وأد المقاومة الفلسطينية للاحتلال، وسيتفاجأ غدا بجيل آخر يتفوق على سابقه كما تفاجأ بهذا الجيل الذي ذبح هذا الكيان الجيل الذي قبله وشرده من أرضه بل وحاصره حتى في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي.

..(وال)..