Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

تقرير طبي صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد أهمية علاج السرطان بالاشعاع .

نشر بتاريخ:

 طرابلس 16 يوليو 2023 (وال)-   أكد تقرير صدر مؤخرأ عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن السرطان يحتل المرتبة الأولى عالميًّا بين أسباب الوفاة، حيث أدَّى إلى قرابة "  10  " ملايين من حالات الوفاة المسجَّلة في عام 2020، بما في ذلك أكثر من 000 450 حالة وفاة في منطقة شرق البحر المتوسط وحدها .

 واوضح التقرير أن المتخصصين يستخدمون العلاج الإشعاعي كنوع من علاج السرطان للقضاء على الخلايا السرطانية في الجسم من خلال تعريضها لأنواع مختلفة من الإشعاع المؤيِّن مثل الأشعة السينية أو أشعة غاما أو الإلكترونات عالية الطاقة أو الجسيمات الثقيلة، وهو أحد الأساليب الأشيع استخداماً في علاج السرطان ، إذ يحتاج ما يقرب من نصف المرضى المصابين بالسرطان لتلقي العلاج الإشعاعي في مرحلة ما من تطور المرض.

 ويعد السرطان حالة مرضية تبدأ فيها الخلايا في جزء محدد من الجسم في النمو والتكاثر بلا ضوابط ما يؤدي إلى تكوين أورام تؤثر في الأنسجة والأعضاء المحيطة بها وتنتقل في بعض الأحيان إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفي.

 ويقوم العلاج الإشعاعي على استخدام جرعات مختارة بعناية من الإشعاع المؤيِّن لتدمير الحمض النووي (DNA) للخلايا السرطانية. والحمض النووي هو الذي يحدد طريقة انقسام هذه الخلايا. ويؤدي التعرُّض للإشعاع إلى تقلص الورم، وفي بعض الأحيان إلى القضاء عليه.

 ويُستخدم العلاج الإشعاعي منذ العقد الأخير من القرن التاسع عشر في علاج جميع أنواع السرطان تقريباً، ويكون استخدامه إما بمفرده أو بالاقتران مع علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي أو الجراحة بقصد علاج أنواع السرطان المختلفة أو للسيطرة على أعراض المرض .

 وأضاف التقرير أن أخصائيي السرطان يستخدمون في العلاج الإشعاعي للأورام، حسب نوع السرطان ومكانه، نوعين من العلاج الإشعاعي إما معاً أو كلًّا على حدة، وهما: العلاج الإشعاعي الخارجي ، أو التشعيع الخارجي ، والعلاج الإشعاعي الداخلي ، أو التشعيع الداخلي.

 ويتطلب تنفيذ طريقة العلاج المختارة فريقاً من الخبراء المؤهلين، يضمُّ متخصصين في العلاج الإشعاعي للأورام والفيزياء الطبية وتكنولوجيا العلاج الإشعاعي، بما يكفل استخدام الإشعاع لتدمير الورم مع التقليل إلى أدنى حد من الإضرار بالخلايا السليمة.

 وأوضح التقرير أن التشعيع الخارجي هو النوع الأشيع من العلاج الإشعاعي ، وينطوي على تعريض المنطقة التي يوجد فيها الورم للإشعاع في شكل حزمة عالية الطاقة. وينبعث الإشعاع من جهاز يوضع على مسافة من الجسم، مثل وحدة كوبلت أو معجل خطي.

 ويرقد المريض أثناء العلاج بلا حراك على طاولة ريثما يتحرك الجهاز حول الجسم لتوجيه جرعات دقيقة من الإشعاع للورم من زوايا متعددة. ويُضبط حجم الحزمة الإشعاعية وشكلها بعناية بحيث يُعرَّض الورم للجرعة المطلوبة مع المحافظة على الأنسجة السليمة.

 ويُستخدم العلاج الإشعاعي الخارجي لعلاج العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطانات الرأس والعنق والثدي والرئة والقولون.

 وبين التقرير أن التشعيع الداخلي ينطوي على زرع مصدر مشع مغلَّف صغير الحجم داخل الجسم، بما يكفل تعريض الورم مباشرة لجرعة عالية من الإشعاع مع التقليل إلى أدنى حد من التأثير في الأنسجة المحيطة.

 ويمكن أن يكون زرع المصدر المشع مؤقتاً أو دائماً. وفي حالة الزرع المؤقت، تُحقن كبسولة محتوية على السيزيوم أو الإيريديوم أو الكوبلت باستخدام إبرة أو توضع داخل الجسم باستخدام أداة خاصة. وبحسب الجرعة المطلوب أن يعطيها المصدر، يمكن أن تبقى الكبسولة داخل الجسم لفترة تتفاوت بين عدة دقائق وعدة أيام. أما في حالة الزرع الدائم، فتُستخدم مصادر مثل اليود-125 عادةً بحجم حبة أُرز، ويوضع المصدر داخل الجسم ليستهدف الورم بالإشعاع حتى يفقد نشاطه الإشعاعي مع مرور الوقت ، وعادةً ما يُستخدم التشعيع الداخلي لعلاج سرطانات البروستاتا والثدي والجلد وبعض أنواع سرطانات الرأس والعنق.

 ويُعدُّ العلاج الإشعاعي أسلوباً راسخاً وبالغ الفعالية لعلاج السرطان، ويتلقاه كلَّ عام ملايين المرضى المصابين بسرطانات المخ والثدي والرأس والعنق والبروستاتا والجلد وعنق الرحم وغيرها من أنواع السرطان. وتظهر آثار العلاج مع مرور الوقت لا على الفور، ويمكن أن يتطلب الأمر أياماً أو أسابيع أو شهوراً بعد انتهاء العلاج حتى يظهر تأثير العلاج الإشعاعي في الورم.

 و تشمل بعض أوجه التقدم التي شهدها مجال العلاج الإشعاعي مؤخراً العلاج الإشعاعي ‎المكيَّف ‎الثلاثي الأبعاد ، والعلاج الإشعاعي المعدل الكثافة والعلاج الإشعاعي الموجَّه بالتصوير، وتُساعد هذه التقنيات المتقدمة على تحديد المنطقة المستهدفة بدقة عالية وتوجيه جرعات إشعاعية فعالة ومضبوطة بإحكام، بحيث لا يلحق بالخلايا والأنسجة والأعضاء السليمة إلا أقل قدر ممكن من الضرر.

 وتتوقف الآثار الجانبية على كمية الإشعاع المستخدمة في العلاج الإشعاعي والجزء الذي تعرَّض للتشعيع في الجسم. وقد يعاني المرضى من آثار جانبية قصيرة الأجل وطويلة الأجل، وقد لا تكون هناك أي آثار جانبية على الإطلاق.

 ويتسم العلاج الإشعاعي الخارجي بدرجة عالية من الأمان، لأنَّه يُجرى باستخدام معدات مصمَّمة خصيصاً لهذا الغرض ويتولى تنفيذه فريق من أخصائيي الرعاية الصحية المؤهلين تأهيلاً رفيعاً. وفي حين أنَّ المرضى يمكن أن يعانوا من آثار جانبية، فإنَّ الأشخاص الآخرين المحيطين بهم، مثل الأطباء أو أفراد الأسرة الموجودين بالقرب من المريض أثناء العلاج، ليسوا معرَّضين لأي خطر إشعاعي.

 وأكد التقرير أن التشعيع الخارجي لا يجعل المرضى أنفسهم مصدراً مشعًّا. والأخطار المتصلة بالتشعيع الداخلي ضئيلة أيضاً. وفي حال زرع المصادر المشعة داخل جسم المريض مؤقتاً، يبقى المريض في المستشفى في ظروف خاصة لوقاية العاملين والجمهور من التعرُّض للإشعاع. وفور إزالة المصدر المشع، لا يتبقى أي أثر للإشعاع في جسم المريض ،أمَّا في حالة الزرع الدائم، فيوضع المصدر المشع بطريقة تجعل الورم يمتص الإشعاع. ويجري الأطباء فحصاً خاصاَ للتأكد من انخفاض مستويات الإشعاع بدرجة كافية قبل الإذن بخروج المريض من المستشفى.

 ويؤدي التصوير الطبي دوراً بالغ الأهمية في إدارة حالات المرضى المصابين بالسرطان، وهو عنصر أساسي في التخطيط للعلاج الإشعاعي وتنفيذه وتقييمه. وقد أدَّى إدماج تقنيات التصوير المتقدمة في العلاج الإشعاعي إلى إحداث ثورة في علاج السرطان وتحسين نتائج العلاج. وفي هذا السياق، يشمل دور التصوير الطبي ما يلي:

 ويُستخدم التصوير الطبي لتحديد ما إذا كان السرطان في مرحلة مبكرة أو أنَّه قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وتتسم الإجراءات الموجهة بالتصوير، مثل أخذ الخزعات، بكونها لا تتطلب إلى قدرٍ محدود من البَضع، أي التدخل الجراحي، وتُعدُّ عنصراً لازماً في التشخيص الدقيق للأنسجة.

 وتؤدي أساليب التصوير الطبي مثل التصوير المقطعي الحاسوبي والتصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغنطيسي والتصوير بالانبعاث البوزيتروني دوراً أساسيًّا في تشخيص السرطان وتحديد مراحله بدقة. وتساعد هذه التقنيات على تحديد مكان الورم وحجمه وأبعاده، كما تساعد على تحديد علاقته بالهياكل المحيطة به ووجود حالات انتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم.

 ويُستخدم التصوير في التخطيط للعلاج، بدءاً بالأدوية والعلاج الإشعاعي وحتى الجراحة، أو الرعاية التسكينية في بعض الحالات. وأثناء التخطيط للعلاج الإشعاعي، يُستخدم التصوير الطبي لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد للورم، مما يتيح تحسين استهداف الورم بالعلاج الإشعاعي وفي الوقت نفسه التقليل إلى أدنى حد من الأضرار التي تلحق بالأنسجة السليمة.

 ويقوم العلاج الإشعاعي الموجَّه بالتصوير على استخدام التصوير الطبي آنيًّا أثناء عملية العلاج الإشعاعي نفسها لضمان دقة الجرعات الإشعاعية واتساقها.

 وتمكِّن الصور الطبية المفصَّلة أخصائيي الرعاية الصحية من التمييز بين الأورام والأنسجة والأعضاء السليمة لضمان الاستهداف الصحيح للخلايا السرطانية. (الصورة من: أوونا أونكوسالود)

  وأطلقت وكالة الطاقة الذرية في عام 2022 مبادرة أشعة الأمل لدعم تأسيس خدمات العلاج الإشعاعي والتصوير الطبي والتوسع فيها لفائدة مرضى السرطان. 

وتهدف المبادرة إلى بناء قدرات الطب الإشعاعي ودعم توفير التدريب والإرشادات والتكنولوجيا ومراقبة الجودة، لا سيما حيث تشتدُّ الحاجة إلى ذلك في البلدان التي تعاني حاليًّا من ضعف توافر خدمات العلاج الإشعاعي أو عدم توافرها على الإطلاق.

 وتدعم مبادرة أشعة الأمل، بالإضافة إلى ذلك، إنشاء مراكز الإسناد الإقليمية التي تهدف إلى تعزيز التعليم والبحوث والتدريب وتوكيد الجودة والبنية الأساسية في المناطق التي تعمل فيها.

   وتتعهد الوكالة برنامج العمل من أجل علاج السرطان الذي تقدِّم الدعم من خلاله، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من الشركاء العالميين، إلى البلدان من أجل تحسين خدماتها الوطنية في مجال علاج السرطان، وتيسير نقل المعارف وتنظيم الأنشطة التعليمية والتدريبية وتوفير أحدث المعدات. 

 وساهمت المساعدة المقدمة من الوكالة في معاونة العديد من البلدان على إرساء قدراتها وتعزيزها في مجال الطب الإشعاعي، بما في ذلك العلاج الإشعاعي وعلم الأشعة والطب النووي.

   وتستعين الوكالة منذ عام بالبعثات الاستعراضية المتكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان — وهي أداة تقييم فريدة من نوعها لدعم البلدان في تحسين المكافحة الشاملة للسرطان.

  وتعمل هذه البعثات على تقييم قدرات واحتياجات البلد المعني في مجال علاج السرطان، لتحديد ما يلزم اتخاذه من تدابير التدخل ذات الأولوية من أجل التصدي بفعالية لعبء السرطان في ذلك البلد.

   وتساعد الوكالة البلدان على استخدام الطب الإشعاعي بطريقة مأمونة وفعالة بإصدار مبادئ توجيهية دولية موحدة وتوصيات بشأن أفضل الممارسات في مجال قياس الجرعات الإشعاعية. وهي تساعد البلدان أيضاً على وضع القواعد المناسبة فيما يخصُّ التعرُّض للإشعاعات المهنية عن طريق توفير الإرشادات في هذا الصدد من خلال إصدار معايير الأمان .

  وأنشأت الوكالة برنامج الصحة البشرية لدعم الدول الأعضاء في استخدام التقنيات النووية من أجل الوقاية من السرطان وتشخيصه وعلاجه. ويوفِّر البرنامج الخبرات التقنية في مجال العلاج الإشعاعي للأورام ويعمل على تشجيع وتنسيق البحوث المتعلقة بالممارسة الإكلينيكية للعلاج الإشعاعي للأورام وتطبيقات البيولوجيا الإشعاعية .

   وتدير الوكالة مختبراً لقياس الجرعات يؤدي دوراً رئيسيًّا في إرساء وتعميم أفضل الممارسات المتبعة في استخدام الإشعاع بأمان وفعالية من أجل تشخيص السرطان وعلاجه. ويوفِّر المختبر خدمات مهمة لتوكيد الجودة فيما يتعلق بالفيزياء الطبية وقياس الجرعات، بما في ذلك معايرة المعايير المرجعية المستخدمة في قياس الجرعات وخدمات المراجعة ذات الصلة.

   وتستضيف الوكالة المنصة المعنية بوقاية المرضى من الإشعاعات – التي توفِّر مورداً رائداً للمهنيين العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى وعموم الجمهور بشأن استخدام الإشعاعات في الطب بطريقة مأمونة وفعالة .

    وتتعهد الوكالة قاعدة بيانات بعنوان دليل مراكز العلاج الإشعاعي. ويمثِّل الدليل قاعدة البيانات الأكثر شمولاً في العالم بشأن موارد العلاج الإشعاعي، بما في ذلك معلومات عن مراكز العلاج الإشعاعي وأجهزة التشعيع الخارجي ووحدات التشعيع الداخلي ونُظُم تخطيط العلاج ونُظُم التصوير المقطعي الحاسوبي وأجهزة المحاكاة .

/ وال / .