Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

في القمة العالمية للمياه : الكوني يعرب عن مخاوفه من نشوب حروب جديدة على مصادر المياه في العالم .

نشر بتاريخ:

نيويورك 26 مارس 2023 م (وال) – أعرب النائب بالمجلس الرئاسي " موسى الكوني " عن مخاوفه من نشوب حروب مستقبلية على مصادر المياه نتيجة الزيادة السكانية في العالم، داعيا المجتمع الدولي إلى التخلي عن الحلول الوقتية والتفكير بشكل جماعي وحقيقي لحل مشكلة نقص المياه من جذورها. 

جاء ذلك في كلمة له - أمام قمة الأمم المتحدة للمياه التي انعقدت في نيويورك، خلال اليومين الماضيين حول ادارة الموارد المائية، والحفاظ بشكل مشترك وملتزم على مخزون المياه الضروري للحياة بين الإنسانية – وسلط فيها الضوء على تجذر أزمة نقص المياه في ليبيا ، وانعكاسها على سبل حياة الناس والتنمية في هذا البلد الواقع جغرافيا في قلب ما يعرف بالصحراء الكبرى .

 وشدد "إن نقص المياه مشكلة، ولكن عدم وجود المياه التي نعاني منها في المناطق الصحراوية في ليبيا والجزائر وجنوب تونس وموريتانيا وشمال مالي والنيجر، وتشاد، هي مأساة يومية، حيث تموت الناس عطشا بسبب نقص مياه الشرب.

وقال " الكوني " إن أزمة المياه التي يعيشها العالم الآن هي أزمة دائمة لدينا نحن في ليبيا، ومنطقة الصحراء الكبرى، وذلك بحكم أن هذه المنطقة لا تعاني من نقص المياه، بل عدم وجود المياه مطلقا، نظرا لعدم سقوط أمطار بها منذ مئات السنين، فنحن عانينا الأمرين بفعل الجفاف الكامل لهذه الصحاري الممتدة وما يعرف بالصحراء الكبرى.

ولفت " الكوني " في كلمته إلى أن ليبيا التي هي من أكثر البلدان عطشا حاولت خلال فترة النظام السابق إيجاد الحلول لحفر الآبار في قلب الصحراء الفقيرة بالمياه لنقل المياه الجوفية إلى الشمال حيث الكثافة السكانية، ‘لا أن هذه الشبكة التي امتدت آلاف الكيلو مترات لتسقي بها سكان الشمال لم تحل المشكلة بشكل جدري .

ورأي " الكوني " أن النهر الصناعي يجب أن يضخ عكسيا، أي لابد من تحلية مياه البحر حتى يضخ هذا النهر من الشمال إلى الجنوب ليروي عطش الصحراء، وفقرها بالمياه، وحتى نستطيع أن نبث فيها الحياة ويستطيع ان يستقر فيها السكان.

ونبه النائب المجلس الرئاسي إلى أن عدم الاهتمام بتحلية مياه البحر سيولد مشاكل في العالم بأسره، مستغربا من أن نقوم ( العالم ) بدفع المليارات للبحث عن المياه في المريخ ويعجز على تحلية مياه البحار والمحيطات بتكلفة أقل وكميات إنتاجية أكثر.

 ودعا " الكوني " المجتمع الدولي إلى التوجه لإنشاء مراكز بحثية دولية لتحليه مياه البحار، والاستفادة من الطاقة المتجددة في هذه التحلية، معتبرا أن هذا التوجه هو الحل الأمثل وقد يكون الوحيد لنتمكن من أن نعيش على هذه الأرض بأمان .

وأضاف قائلا إنه على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته حقا بتحليه مياه البحر التي تكلفتها مرتفعة، وفي ليبيا نقلت المياه من الجنوب الى الشمال لتخفيف تكلفة تحلية المياه ولكن لو هذه الدول المتقدمة التي بمقدورها ان تفكر جديا في استغلال امكانياتها بتخفيض هذه التكلفة التي ستساهم في حل مشاكل كبيرة، ولا نلجأ في أن نفكر في مكان أخر يعيش فيه الإنسان خارج هذا الكوكب.

وقال " الكوني " إن ليبيا لديها بعض البحيرات كبحيرة الكفرة التي منها النهر الصناعي والبحيرات الجوفية المشتركة مع بعض الدول، واقترح انشاء لجنة مشتركة لاستغلال المياه، التي ستنضب يوما لإدارة هذا المخزون في الأحواض المشتركة مثل حوض غدامس المشترك مع الجزائر وتونس، والذي يفترض التفكير في كيفية استغلاله بشكل جماعي مع تخفيض التكلفة ما أمكن لاستخراج المياه واستغلالها استغلالاً أمثل .

 يشار إلى أن (150 ) دولة من المشاركين في قمة المياه قررت دعم تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة لشؤون المياه ، والذي ستكون أولى مهامه التمهيد للالتزام بدعم الجهود الرامية في هذا الاتجاه.

 واكد " جوهانس كولمان " مدير قسم المناخ والمياه بالأمم المتحدة على هامش القمة انه من المتوقع توفير حوالي (750 ) مليار دولار لضمان إمدادات المياه العالمية في المستقبل.

(وال)