كلمة مفتي الديار الليبية في الملتقى العام للعلماء والوعاظ والخطباء والمشايخ وطلاب العلم في ليبيا .
نشر بتاريخ:
طرابلس 19 نوفمبر 2014 ( وال ) - أكد الشيخ " الصادق بن عبدالرحمن الغرياني "
مفتي عام الديار الليبية على أن من أهداف الثورة المباركة "ثورة التكبير" إقامة
الدين وتحكيم الشريعة الإسلامية والحفاظ على سيادة الدولة ووحدة الوطن .
وقال " الغرياني " في كلمة له في الملتقى العام للعلماء والوعاظ والخطباء
والمشايخ وطلاب العلم في ليبيا إن ليبيا بحمد الله كما تعلمون مجتمع مسلم متجانس
يسوده في عمومه فكر ديني معتدل يتكون من أغلبية يعتنقون المذهب المالكي وأقلية
يعتنقون المذهب الإباضي متعايشين منذ مئات السنين أحبة متآلفين .
وأضاف أن الله تبارك وتعالى حذر من الغلو في أكثر من آية في كتاب الله " يأهل
الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق " ، وعن قول الرسول "صلعم "
فيما صح عنه ( يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو
في الدين ) .
وشدد مفتي الديار الليبية على أن من أخطر أوجه الغلو ، الغلو في التكفير الذي
انزلق إليه بعض صغار طلاب العلم في بلادنا وفي بلاد أخرى دون معرفة كافية بتنزيل
مناطات الأحكام على الواقع ، وإذ قيل أجرى الناس على التكفير أكثرهم جهلا به .
وقال إن نصيحتي على من ارتقى هذا المرتقى الصعب من طلاب العلم أن يتنبه إلى
أمرين ، الأمر الأول ما قاله بعض أئمة السلف إن الفعل إذا كان له تسعة وتسعون وجها
يحمله على الكفر وله وجه واحد يحمله على الإيمان فإنه يحمل على الإيمان ) ، وذلك
لأنه لما كانت الأمة قد أجمعت على درَء الحدود بالشبهات فدرء الكفر بالشبهة أولا
.
والأمر الثاني أن يدرك من يكفر الناس أو من يرسل التكفير أو من يرمي الناس
بالتكفير أن يدرك أن هذا مما يحبط العمل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أيما
رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) .
وبين الشيخ " الغرياني " أن هناك فرقا جوهريا واضحا بين تحكيم الإسلام في
حياتنا ودعم الدولة في ذلك ومساندتها في وصولها إلى هذا الهدف وبين ألا نعترف
بمؤسسات الدولة ولا نعينها ولا نساندها على ذلك الأول ، وهو عون الدولة على ذلك هو
الذي نحرص عليه ، ويحرص عليه عموم أهلنا وعموم الشعب الليبي ، والثاني هو الإعراض
عن الدولة وعدم عونها في هذا الأمر وفي تحقيق هذا الشأن .
وقال " الغرياني " إن أعداء الثورة ، لا يطيب لهم العيش وهم يرون الثورة تنتصر
والكلمة واحدة ، والبلد يمهد للاستقرار ، وينعم أهله فيه بحكم الإسلام ، لا يترددون
أبدا لإفشال ذلك أن يتحالفوا حتى مع أعدائهم ولو كانوا من التوجهات الإسلامية التي
يكرهونها لتسقط الثورة الليبية فيما سقطت فيه دول أخرى وصفت بأنها دول فاشلة ،
وأصبح المسلم فيها لا يأمن على نفسه ولا على ماله ولا على إقامة شعائر دينه صار
المسلم لا يأمن على ذلك في حياته .
ودعا إلى التمسك بتطبيق أحكام الإسلام في حياتنا ، ولا نحارب الإسلام من داخله
وننثر الناس منه بالغلو في التكفير والتضليل والعنف ونصل بالناس إلى حالة من اليأس
والخوف حتى يتمنى الواحد أن يحكمه أي حاكم يحميه من الموت حتى لو كان في طغيان
"حفتر" .
كما دعا الشيخ " الغرياني " أهل العلم في بلادنا وعلى كل من يعنيهم الأمر أن
يتحملوا مسؤولياتهم الدينية والتاريخية ، ويخرجوا بخطاب واحد واضح للشعب الليبي
أولا ثم لكل من يحاول أن يصطاد في الماء العكر ، خطاب يضع الأمر في نصابه ويتبرؤا
من كل فكر متطرف يستعمل العنف للانقلاب على الدولة ، سواء سمى نفسه إسلاميا أو
يساريا أو كان ما يسمى الجيش الوطني بقيادة "حفتر" الذي انقلب على الدولة ويقاتلها
بعون من جهات أجنبية مرتكبا في بنغازي ومع أدرعه في الجبل الغربي في ككلة أبشع صور
الإرهاب لأجل تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب وأن يشعل فيها نار حرب أهلية طويلة الأمد .
وأشاد مفتي الديار الليبية ببيان شباب قبيلة الزوية مؤخرا الذين أعلنوا فيه
تمسكهم بحكم الدائرة الدستورية والتزامهم بالحق والنأي بأنفسهم عن العصبية ، كما
تمنى من سائر قبائل أهلنا في الشرق العريقة التي نعتز بها أن تحذو حذوهم ، فهذا
موقف وطنيين لا ينسى .
كما أشاد ببيان الثوار والمجتمع المدني في سبها ومدن الجنوب وكذلك في الجفرة
وهون البيان الذي أعلنوا فيه تمسكهم بليبيا وردهم الفاصل الحاسم للرد على بعض أعضاء
برلمان طبرق إلى تقسيم البلاد ودعوتهم أن ينضموا إليه جميعا رغم تولي الحكومات
وتقصير لهم .
وطالب الشيخ " الغرياني " من رئيس المؤتمر وحكومة الإنقاذ الإسراع اليوم قبل
الغد بتأسيس ركن جديد من أركان الجيش الليبي ينضموا إليه الثوار والشرفاء من ضباط
الجيش الليبي يتم فيه تدريب الثوار على الأعمال العسكرية والانضباط والضبط والربط ،
لنبدأ بناء الجيش الحقيقي الذي يحمي الديار وذلك لنتخلص من أكذوبة الجيش الوطني
الذي يقتلوننا به اليوم في الشرق وفي الغرب وللأسف العالم الغربي يصدقهم ويضع كل من
يخالفهم في قائمة الإرهاب .
ورحب الشيخ " الصادق الغرياني " برئيس المؤتمر الوطني العام الأستاذ " نوري أبو
سهمين " , ورئيس الحكومة الأستاذ " عمر الحاسي " , كما رحب وحيا جميع الحاضرين في
هذا الملتقى العلمي ، الذي يضم التوجه العام لعلماء ومشايخ وطلاب العلم في ليبيا ,
كما يضم شريحة أخرى عريضة فاعلة من مكونات الشعب الليبي .
...( وال )...