الأمم المتحدة: أفغانستان أمام أزمة إنسانية هي الأكبر عالمياً العام القادم
نشر بتاريخ:
نيويورك 31 ديسمبر 2025 ( وال ) _ حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن أفغانستان ستظل في عام 2026 واحدة من أكبر بؤر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، مشيراً إلى أن نحو 22 مليون شخص، أي ما يعادل 45٪ من سكان البلاد، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام المقبل.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير مفصّل صدر الثلاثاء بعنوان “دورة البرنامج الإنساني لأفغانستان 2026: خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية”، أن عقوداً من النزاعات، والهشاشة الاقتصادية، وضعف الاستثمار في الخدمات الأساسية، والانتهاكات المتسارعة للحقوق الأساسية، أدّت إلى تآكل قدرة قطاعات واسعة من السكان على الصمود.
وأوضح المكتب في تقريره أن هذه الضغوط المزمنة تزايدت بفعل تصاعد انعدام الأمن الغذائي، والعودة الواسعة للاجئين الأفغان، والجفاف المرتبط بتغيّر المناخ، والكوارث الطبيعية، إلى جانب الإقصاء المنهجي للنساء والفتيات من الحياة العامة.
وأضاف أن محدودية قدرة إدارة طالبان على التعامل مع الكوارث الطبيعية، وتغيّر المناخ، وحالات النزوح الواسعة، لا تزال تشكّل ضغطاً كبيراً على أنظمة تقديم الخدمات في البلاد.
وأشار المكتب الأممي إلى أن هذه التحديات تتزامن مع نمو سكاني سريع نتيجة موجات العودة الواسعة وارتفاع معدلات الولادة، ما فرض ضغطاً غير مسبوق على الخدمات الأساسية. مع مواصلة إدارة طالبان، التركيز على الشؤون الأمنية وتنفيذ مشاريع بنية تحتية واقتصادية كبرى، في وقت لا تزال فيه خدمات أساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم تعتمد إلى حدٍّ كبير على الدعم الدولي.
وحذّر التقرير من أن أفغانستان تواجه حالياً فقراً متعدد الأبعاد، إذ يعيش 65٪ من السكان في فقر حاد، فيما يعاني نحو 40٪ من حرمان شديد متعدد الأبعاد، ترتفع نسبته في المناطق الريفية إلى 75٪.
وتوقّع المكتب أن يواجه 17.4 مليون شخص، أي أكثر من ثلث السكان، مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2026، وأشار إلى أن مستويات انعدام الأمن الغذائي ما زالت أعلى بكثير من تلك التي كانت سائدة قبل عام 2021، وستستمر حتى عام 2026. كما أدى الجفاف المستمر إلى تدمير نحو 80٪ من محصول القمح في عدد من الولايات الشمالية والغربية، ما حرم كثيراً من الأسر من مخزونها الغذائي لفصل الشتاء.
وكشف أن الحالة الصحية للماشية الحيوانية تدهورت بشكل حاد نتيجة نقص المراعي والأعلاف، مع تسجيل حالات بيع اضطراري ونفوق قطعان وصلت إلى 50٪ في المناطق الأشد تضرراً. وأفاد بأن هذه الصدمات الغذائية، إلى جانب انتشار الأمراض المعدية، فاقمت أزمة التغذية، متوقعاً أن يعاني نحو 3.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد في عام 2026، إضافةً إلى إصابة 1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة بسوء التغذية الحاد.
( وال )