Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

دراسة علمية تكشف الإبداع الاصطناعي لا يرقى إلى مستوى الإبداع البشري

نشر بتاريخ:

ستوكهولم – 25 ديسمبر 2025 ( وال ) - كشفت دراسة علمية حديثة عن محدودية القدرات الإبداعية لأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية، مؤكدة أن هذه الأنظمة، عند عملها دون إشراف بشري مباشر، تميل إلى إنتاج محتوى بصري متشابه ومتكرر، يتسم بالطابع العام ويفتقر إلى التنوع الحقيقي في الموضوعات والأساليب الفنية.

وأوضح باحثون في مجالي الرياضيات وعلوم الحاسوب أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، على الرغم من تطوره التقني وقدرته العالية على معالجة البيانات، لا يصل إلى مستوى الإبداع الفني الإنساني، إذ ينتج أعمالًا وصفها الباحثون بأنها “شعبوية” وتفتقر إلى العمق الرمزي والثقافي الذي يميز الإبداع البشري. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Patterns العلمية المتخصصة.

وقال أريند هينتز، أستاذ الرياضيات بجامعة دالارنا السويدية، إن التجارب العملية التي أُجريت ضمن الدراسة أظهرت بوضوح أن القدرات الإبداعية للذكاء الاصطناعي التوليدي محدودة للغاية، مشيرًا إلى أن الصور المنتَجة جاءت متقاربة في مضمونها وشكلها، ولا يمكن مقارنتها بأعمال الفنانين البشر أو اعتبارها إنتاجًا فنيًا ذا قيمة تاريخية أو رمزية.

وأضاف هينتز أن الدراسة اعتمدت على تجربة عملية تمثلت في تنظيم ورشة إبداعية باستخدام نظامين مختلفين من أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، هما نموذج Stable Diffusion المستخدم على نطاق واسع في توليد الصور اعتمادًا على الأوصاف النصية، ونموذج اللغة الكبير LLaVA القادر على إنشاء أوصاف تفصيلية للصور.

وأوضح أن الفريق البحثي قام بإعداد مئة وصف بصري متنوع جرى جمعه من شبكة الإنترنت باستخدام خوارزمية مستقلة، ثم أُدخلت هذه الأوصاف إلى نموذج توليد الصور لإنتاج صور جديدة. وبعد ذلك، استُخدم نموذج LLaVA لإنشاء أوصاف نصية للصور الناتجة، وأُعيد تمرير هذه الأوصاف مرة أخرى إلى نموذج Stable Diffusion، لتبدأ بذلك دورة متواصلة ومتكررة من توليد الصور.

وأشار هينتز إلى أن النتائج جاءت على خلاف التوقعات العلمية، إذ كان يُفترض أن تستقر الصور بعد عدد من الدورات وتظل قريبة من الأوصاف الأصلية، إلا أن الصور بدأت، مع مرور آلاف الدورات، في الانتقال تدريجيًا بين موضوعات مختلفة دون أسباب واضحة أو منطق إبداعي محدد.

وخلص الباحثون إلى وصف هذه الظاهرة بمصطلح “التجانس الثقافي للذكاء الاصطناعي”، مؤكدين أن الأنظمة التوليدية تميل بمرور الوقت إلى إعادة إنتاج أنماط بصرية متشابهة، الأمر الذي يحد من قدرتها على الابتكار الحقيقي، ويثير تساؤلات علمية وفلسفية حول حدود الإبداع الاصطناعي مقارنة بالإبداع الإنساني.

...( وال ) ....