Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

( وال – خاص ) فريق بحري في رحلة إلى الأعماق: صدمة تلوث بحري في سواحل زوارة .

نشر بتاريخ:

طرابلس 15 ديسمبر 2025 م ( وال) – كشف فريق بحثي يضم بحارة ليبيين كانوا في رحلة بحرية استكشافية قبالة سواحل مدينة زوارة الساحلية – غرب ليبيا ، عن حجم التلوث البحري البيئي ، مما يمثل خطورة على الأمن الغذائي ، ويهدد الثروة السمكية في المياه الليبية والتي تمثل مصدر غذاء ، وأحد مصادر الدخل الوطني .

وقال الكابتن "طلال عصمان " أحد أعضاء فريق البحارة الليبيين المشارك في الرحلة العلمية التي انطلقت من العاصمة طرابلس صباح الخميس، 12 ديسمبر الجاري بانجاه مدينة زوارة ، في رحلة بحرية استكشافية تهدف لتوثيق حطام سفينة تاريخية قرب مدينة زوارة ( لقد صدمنا عند بدء عملية الغوص على مسافة (25) كيلومتراً داخل البحر، بنسبة التلوث العالية ، حيت كانت المياه عكرة بشكل غير طبيعي - والرؤية شبه معدومة، لا تتجاوز متراً أو مترين.

- كارثة في الأعماق ز

 وأضاف " طلال عصمان " عبر صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي – فيسبوك- قائلا ( عندما وصلت أقدامنا أخيراً إلى القاع على عمق 47 مترا ، لم نجد أنفسنا في عالم سفينة غارقة تحيط بها الأسماك الملونة والشعاب المرجانية، كما كنا نتخيل. بل وجدنا أنفسنا في وسط مقبرة بحرية ، واصفا المشهد بأنه كان مرعباً، أكثر من (100) كيلوجرام من الأسماك النافقة متناثرة على القاع الرملي، تملأ المكان برائحة الموت تحت الماء. أسماك الشولة، والفراريج، والسرطان، وبقايا مخلوقات بحرية لم نتمكن حتى من التعرف عليها، جميعها تطفو بلا حركة أو مستلقية على جوانبها.

- واستطرد قائلا إنه ( على جسد الحطام التاريخي نفسه، الذي جئنا لتصويره وتوثيقه، وجدنا شباك الصيد المهملة - ما يسمى (شباك الشبح) - منتشرة كشباك عنكبوت شيطانية، تحيط بالحطام وتعلقه كأشباح تطارد المكان، حبال متشابكة، قطع بلاستيكية متناثرة، ومخلفات متنوعة تحولت مع الزمن إلى جزء من المشهد تحت الماء.

- جرح في جسد البحر

وحسب الكابتن " عصمان " فأن الأكثر إيلاماً كان دليل الصيد الجائر بالمتفجرات ("الجولاطينة") الواضح على أجساد الأسماك الميتة وعلى الحطام نفسه. آثار التفجيرات التي لا تميز بين صغير وكبير، والتي تدمر كل شيء في محيطها، كانت شاهدة على فعل بشري لا يراعي قدسية الحياة ولا أهمية التراث المغمور ، فلحظتها، تحولت مهمتنا من توثيق تاريخي إلى توثيق جريمة بيئية ، كل لقطة كاميرا كنا نأخذها كانت تشهد على كارثة تحت الأمواج. التلوث الذي رأيناه لم يكن مجرد تلوث بيئي، بل كان تلوثاً بصرياً وجرحاً في جمالية الأعماق التي يفترض أن تكون ملاذاً آمناً للحياة.

- رسالة من الأعماق

وقال عدنا إلى السطح بأثقال تفوق أثقال المعدات التي حملناها. صمتنا في طريق العودة كان أبلغ من أي كلمة. الرايس حمادة هز رأسه بحزن وهو يرى صور الكارثة، مردداً:(هذا البحر صار يتألم).

وختم الكابتن " طلال عصمان " منشوره بالقول ( نحمل لكم هذه الشهادة من أعماق سواحل زوارة الحبيبة ، ليست مجرد قصة رحلة فاشلة، بل هي صرخة استغاثة من أعماق بحرنا الذي يختنق ، الحطام التاريخي الذي جئنا لنسلط الضوء عليه غدا نفسه ضحية للإهمال والتلوث - هذه الكارثة تحت الماء ليست بعيدة عنا - إنها تحدث في بحرنا، قرب سواحلنا، تهدد ثروتنا السمكية، تراثنا البحري، وجمال طبيعتنا.

 وتساءل ( كم من هذه الكوارث الخفية تحدث حولنا دون أن نراها؟ - متى نتحرك لإنقاذ بحرنا قبل أن يتحول كله إلى مقبرة مائية؟ - البحر يعطينا الحياة، الجمال، والغذاء. فمتى نتعلم أن نرد له بعض الجميل؟ ) .

(وال)