ورشة عمل بالأكاديمية الليبية للدراسات العليا بعنوان (من التبعية إلى الفاعلية: مقاربات تحليلية في مستقبل دول العالم الثالث) .

طرابلس 10 ديسمبر 2025 م ( وال ) – نظّمت الأكاديمية الليبية للدراسات العليا، ممثلة في مدرسة الدراسات الاستراتيجية والدولية – قسم الدراسات الإقليمية والدولية، صباح اليوم الأربعاء، ورشة عمل أكاديمية متخصصة بعنوان (من التبعية إلى الفاعلية: مقاربات تحليلية في مستقبل دول العالم الثالث)، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والدبلوماسيين وطلبة الدراسات العليا .

وتهدف الورشة إلى مناقشة أبرز التحديات البنيوية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية التي تواجه دول العالم الثالث في ظل التحولات الدولية الراهنة، مع التركيز على سبل الانتقال من موقع التبعية في النظام الدولي إلى فاعلية أوسع في صنع القرار العالمي.

واستهلت أعمال الورشة بجلسة علمية خُصصت للمحور الأول: التحديات التي تواجه دول العالم الثالث، حيث قُدمت ورقة علمية تناولت اختلال بنية النظام الدولي، وضعف تمثيل الدول النامية في مؤسسات الحوكمة العالمية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والمؤسسات المالية الدولية، إلى جانب تصاعد أعباء الديون الخارجية وتأثيرها المباشر على التنمية والاستقرار الاجتماعي.

كما ناقشت الورقة التحديات الاقتصادية والمالية بالاستناد إلى أحدث تقارير مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى الفجوة التكنولوجية والمعرفية، وآثار التغير المناخي، والتحديات الجيوسياسية والأمنية التي تواجه دول الجنوب، مع تقديم قراءة تحليلية للأسباب البنيوية لهذه الأزمات.

وتناولت الورشة نماذج مقارنة بين الدول النامية والمتقدمة في مجالات الإنفاق على التعليم والبحث العلمي، وبراءات الاختراع، والتمثيل في المؤسسات الدولية، مؤكدة أن هذه الفجوات تعكس تحديات حقيقية ومراكمة تتطلب حلولًا جماعية وإصلاحات هيكلية في النظام الدولي.

,وأكد المشاركون في ختام أعمال الورشة، على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وبناء القدرات الوطنية، والاستثمار في رأس المال البشري والمعرفة، باعتبارها مداخل أساسية لتمكين دول العالم الثالث من لعب دور أكثر فاعلية واستقلالية في النظام الدولي، مع التأكيد على ضرورة استئناس صناع القرار في ليبيا بمخرجات هذه النقاشات في صياغة السياسات الخارجية والتنموية.

يُذكر أن هذه الورشة تأتي في إطار متطلبات مادة العلاقات الدولية لدول العالم الثالث، وتندرج ضمن سلسلة الأنشطة العلمية التي تنظمها الأكاديمية الليبية للدراسات العليا لدعم البحث العلمي وتعزيز النقاش الأكاديمي حول القضايا الدولية المعاصرة.

( وال)