Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

هيئة المعلومات والأمم المتحدة تستعرضان تقرير التنمية البشرية 2025 ويطلقان النسخة الوطنية السابعة.

نشر بتاريخ:
متابعة:اسماعيل الكوربو- تصوير فتحي شلفيط

طرابلس 8 ديسمبر 2025 (وال) – عرضت الهيئة العامة للمعلومات بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الإطار المتكامل للتقرير الوطني السابع للتنمية البشرية في ليبيا تحت شعار (رؤية وطنية وموثوقية دولية )خلال احتفالية نظمتها الهيئة بطرابلس اليوم الاثنين بمناسبة صدور التقرير الدولي للتنمية البشرية 2025 .

وحضر الاحتفالية رئيس  الهيئة العامة للمعلومات عبد الباسط الباعور والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا صوفي كيمخدزه ووكلاء وزارات التربية والتعليم، الشؤون الاجتماعية، الاقتصاد، التخطيط، ورئيس مصلحة الإحصاء والتعداد، وسفيرا دولتي بريطانيا وكوريا لدى ليبيا، ورؤساء عدد من المؤسسات الحكومية وممثلون عن الجهات الحكومية، وخبراء في مجال التنمية، ومؤسسات المجتمع المدني، وممثلو المنظمات الدولية العاملة في البلاد.

وتناول إطار التقرير الوطني السابع للتنمية البشرية الذي تعده الهيئة العامة للمعلومات بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واقع التنمية البشرية في ليبيا في ظل تحديات السنوات الماضية ويقدم قراءة تحليلية لمؤشرات الصحة والتعليم والدخل إلى جانب أثر الرقمنة والبنية التقنية في دفع مسار التنمية.

و قدم رئيس الفريق البحثي للتقرير الوطني السابع للتنمية البشرية الدكتور محمد الهمالي، ، عرضا تناول من خلاله الإطار المتكامل والمنهجية التي سيتم اعتمادها لإعداد التقرير الوطني المرتقب.

وجرى خلال الاحتفالية استعراض تقرير التنمية البشرية العالمي 2025 تحت شعار رهن بخيار: "الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي"،والذي أكد أن ليبيا ما تزال ضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة محتلة المرتبة 115 من بين 193 دولة بقيمة 0.721 لمؤشر التنمية البشرية لعام 2023 مع تسجيل قوة واضحة في مؤشرات الدخل مقابل تأثر قطاعي الصحة والتعليم بفعل تذبذب الأوضاع الخدمية خلال السنوات الماضية.

وأشار التقرير إلى أن ليبيا تتقدم على عدد من دول المنطقة مثل المغرب ومصر وتملك فرصا واقعية للانتقال إلى فئة التنمية البشرية المرتفعة جدا في حال استمرار الاستثمار في رأس المال البشري وتعزيز نظم التعليم والصحة.

وأكد رئيس الهيئة العامة للمعلومات عبد الباسط الباعور في كلمة له بالمناسبة أن ورشة العمل تأتي في إطار شراكة بين الهيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للاطلاع على التقرير العالمي للتنمية البشرية لعام 2025 والذي يتناول تأثير الذكاء الاصطناعي في التنمية البشرية في عصر الرقمنة.

وأوضح أن الهيئة تعمل حاليا على إعداد تقرير التنمية البشرية السابع في ليبيا لعام 2025 الذي يحمل عنوان "تأثير الذكاء الاصطناعي في التنمية البشرية في ليبيا آفاق وطموحات"مشيرا إلى أن العمل على التقرير يتم وفق منهجيات علمية معتمدة دوليا وبمشاركة أكثر من 17 باحثاً ولجان متخصصة لجمع البيانات بالشراكة مع كافة القطاعات الحكومية في الدولة الليبية.

وبين الباعور أن المرحلة الأولى من البحوث والدراسات قد اكتملت وأن خبيرا من الأمم المتحدة يراجع حاليا منهجية العمل بالتعاون مع الفريق الوطني.

وأشار إلى أن التقرير يعول عليه في وضع خارطة طريق للتنمية البشرية في ليبيا في ظل تحول الرقمنة إلى عنصر أساسي يمس المسارات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والصحية ،مؤكدا أن ملامح التقرير ستعلن في بداية عام 2026.

وختم رئيس الهيئة تصريحه بالتأكيد على أن الهدف من هذه الجهود هو دعم صناع القرار بالبيانات الدقيقة وبناء سياسات تستند إلى المعرفة بما يخدم الإنسان الليبي ويرتقي به إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال التنمية البشرية.

من جانبها أكدت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا صوفي كيمخدزه في كلمتها أن التقرير الجديد يأتي في مرحلة يشهد فيها العالم تحولا سريعا بفعل الذكاء الاصطناعي وما يطرحه من تحديات وفرص أمام الدول النامية.

وأوضحت أن التنمية البشرية تتمحور حول توسيع قدرات الأفراد وتمكينهم من التعليم والصحة والمشاركة الفاعلة مبينة أن التقدم التكنولوجي لا ينعكس تلقائيا على التنمية بل يعتمد على السياسات والحوكمة الرشيدة.

وأشارت كيمخدزه إلى أن التقرير العالمي يظهر اتساع الفجوة بين الدول رغم تسارع الابتكار مؤكدة أن الإدارة الجيدة للتقنيات الحديثة يمكن أن تسهم في تعزيز الشفافية وتحسين الخدمات إذا ما توفرت المؤسسات القوية والإستراتيجيات الملائمة.

وقالت إن ليبيا ما تزال ضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة وتملك فرصاً كبيرة لتحقيق تقدم أسرع بفضل قاعدة شبابية واسعة وتنامي استخدام التكنولوجيا رغم تأثيرات عدم الاستقرار في قطاعات الصحة والتعليم خلال السنوات الماضية.

وأضافت أن إطلاق التقرير الوطني السابع بقيادة الهيئة العامة للمعلومات يمثل خطوة محورية لبحث مسار التنمية في البلاد في ظل التحول الرقمي مشيدة بجهود الهيئة في إشراك الجامعات والخبراء وضمان إعداد تقرير يستند إلى بيانات موثوقة وتحليل علمي.

وبينت أن التجربة الليبية تستفيد من الخبرات الإقليمية ومن بينها تجارب الجزائر والعراق ومصر في إدارة البيانات وتعزيز المشاركة المجتمعية وبناء الثقة بالمؤسسات.

وأكدت كيمخدزه أن موضوع الذكاء الاصطناعي في التقرير يشكل محورا متوافقا مع أولويات ليبيا وخاصة في مجالات تحديث الإدارة العامة وخلق فرص جديدة للشباب وتعزيز الحوكمة الرقمية مبدية استعداد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمواصلة تقديم الدعم الفني والمعرفي بما يحافظ على ملكية وطنية كاملة لمسار إعداد التقرير.

وقالت عضو هيئة التدريس بجامعة بنغازي والمتخصصة في أمن المعلومات وتكنولوجيا التعليم الدكتورة سليمة بن قدارة في تصريح لوكالة الأنباء الليبية إنها تشارك في إعداد تقرير التنمية المستدامة 2025–2030 ضمن فريق محور الحوكمة الرقمية والعدالة الرقمية والمشاركة المجتمعية.

وأوضحت بن قدارة أن هذا المحور يتناول البنية التحتية للتحول الرقمي في ليبيا بما في ذلك الفجوة الرقمية، وشبكات الاتصال والتفاوت في الخدمات التقنية بين المدن والمناطق الريفية.

وأضافت أن العمل يشمل كذلك دراسة مستويات المشاركة خصوصا مشاركة الشباب والشراكات الدولية إلى جانب تناول محور الأمن السيبراني بوصفه ركناً أساسياً في دعم جهود التحول الرقمي.

وبينت أن التقرير يناقش أيضا دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التحول الرقمي وفي دعم محو الأمية الرقمية خاصة في المناطق النائية.

يذكر أن الأهمية الاستراتيجية للتقرير تنبع من كونه أداة استراتيجية ومرجعية لتحقيق الأهداف وخارطة طريق لمتخذي القرار وأداة قياس وطنية إضافة إلى تعزيز الشفافية ومرجع دولي موثوق.