السويسريون يرفضون بأغلبية ساحقة مبادرتين حول الخدمة المدنية والضريبة المناخية
نشر بتاريخ:
برن، 1 ديسمبر 2025 (وال) – رفض الناخبون السويسريون، في استفتاء جرى أمس الأحد، مقترحين مثيرين للجدل يقضيان باستبدال الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال بواجب مدني شامل للجميع، وفرض ضريبة على أصحاب الثروات الكبيرة لتمويل جهود مكافحة تغيّر المناخ.
وأظهرت النتائج الرسمية أن 84% من المشاركين صوّتوا ضد المقترح الأول، فيما رفض أكثر من 78% المقترح الثاني، وذلك في استفتاء بلغت نسبة المشاركة فيه 43%.
وحثّت الحكومة والبرلمان السويسريان الناخبين على رفض المبادرتين، معتبرين أنهما تشكلان تهديداً للاقتصاد الوطني. ومع ذلك، أثارت المبادرتان نقاشاً واسعاً داخل البلاد، خصوصاً فيما يتعلق بدور المرأة في المجتمع ونظام المساواة.
وفي نظام الديمقراطية المباشرة السويسري، يكفي جمع 100 ألف توقيع لطرح أي مقترح على الاستفتاء الشعبي، ما يجعل المواطنين يُستشارون بشكل دوري في قضايا متعددة على المستويات الاتحادية والكونتونية والبلدية.
وقالت نويمي روتن، رئيسة "مبادرة الخدمة المدنية"، إن هدفهم كان تحقيق "مساواة حقيقية"، معتبرة أن النظام الحالي "تمييسي" لأنه يستثني النساء من خبرات وفرص مفيدة توفرها الخدمة. وأضافت أن الوقت قد حان لمنح المرأة دوراً متساوياً في إطار الدفاع الجماعي في ظل التوترات الجيوسياسية.
وأكدت روتن، بعد ظهور النتائج، أن "فكرة الواجب المدني لم تمت اليوم، وستستمر، وستنتصر في العقود المقبلة"، مشيرة إلى أن المشاريع الاجتماعية الكبرى تحتاج وقتاً طويلاً لترسخ، مستشهدة بتجربة منح المرأة حق التصويت الذي رُفض عام 1959 قبل إقراره عام 1971.
في المقابل، رأت سيريل هوغونو، المسؤولة عن قضايا المساواة والأسرة والهجرة في اتحاد النقابات السويسرية، أن المبادرة "تتجاهل واقع النساء"، موضحة أن السويسريات يقضين 60% من وقتهن في أعمال غير مدفوعة الأجر، بينما تختلف الصورة تماماً لدى الرجال، مضيفة: "المطالبة بخدمة غير مدفوعة الأجر تزيد من اختلال التوازن القائم".
من جانبه، قال وزير الدفاع مارتن فيستر إن "النساء ما زلن يحتفظن بخيار أداء الخدمة العسكرية أو المدنية إذا رغبن في ذلك".
أما المبادرة الثانية، المعروفة باسم "المبادرة من أجل المستقبل"، فكانت تدعو إلى فرض ضريبة ميراث بنسبة 50% على الثروات التي تتجاوز 50 مليون فرنك سويسري، وهي فئة تُقدّر بحوالي 2500 أسرة. ورأت الجهة المبادِرة، وهي الشبيبة الاشتراكية السويسرية، أن الضريبة كانت ستوفر ستة مليارات فرنك سنوياً لتمويل التحول البيئي، ورافقتها حملة بشعار: "اضرِبوا الأثرياء بالضرائب… وأنقذوا المناخ!".
وعلّقت الرئيسة السويسرية ووزيرة المالية الاتحادية كارين كيلر سوتر على نتيجة التصويت، مؤكدة أن المقترح "كان سيرسل إشارة خاطئة للأثرياء الراغبين في القدوم إلى سويسرا والاستقرار فيها".
....( وال ) ....