الجزائر تتوقع إحياء مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء من نيجيريا عبر النيجر

الجزائر 19 نوفمبر 2025 (وال) - تتجه الجزائر نحو إحياء مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الرابط بين نيجيريا والنيجر وصولاً إلى الجزائر، بعد سنوات من التوقف، في خطوة تعتبرها السلطات الجزائرية الأقرب للتنفيذ بين جميع الخيارات المطروحة.

 وأوضح وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في ندوة صحفية أمس الثلاثاء، أن الجزء الخاص بالجزائر ونيجيريا من الأنبوب مكتمل، ويقتصر العمل حالياً على استكمال الجزء المتعلق بالنيجر، ما يقلص التكاليف بشكل ملحوظ ويُسرّع إنجاز المشروع مقارنة بحلول أخرى.

وأشار عطاف إلى أن هذا الإعلان يأتي في سياق تحسن ملحوظ في العلاقات بين الجزائر والنيجر، معتبراً رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس النيجري عبد الرحمن تياني للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مؤشرًا إيجابياً، ويضيف دافعاً قوياً لإعادة بعث المشروع الطموح. 

ويهدف الأنبوب، الذي يمتد لأكثر من 4000 كيلومتر عبر الصحراء، إلى نقل الغاز من نيجيريا عبر النيجر إلى الجزائر، ومن ثم إلى أوروبا عبر شبكات الأنابيب البحرية، ما يجعله مشروعاً استراتيجياً على المستويين الاقتصادي والإقليمي.

وتشهد الفترة الأخيرة خطوات عملية لإعادة إطلاق المشروع، شملت تحديث دراسة الجدوى الاقتصادية والتقنية، وإطلاق دراسة هندسية تفصيلية، إضافة إلى توقيع اتفاقات لحماية البيانات والسرية بين الدول الثلاث. 

وقد أوكلت الدراسات إلى شركة بانسبان البريطانية المتخصصة في هندسة خطوط الطاقة، لتقديم تقديرات دقيقة للكلفة والمخاطر وأفضل مسارات التنفيذ.

وتشير التقديرات إلى أن كلفة المشروع تتراوح بين 10 و13 مليار دولار، تشمل إنشاء محطات ضغط ومعالجة، ومد أنابيب مقاومة للحرارة الصحراوية، وإنشاء نقاط مراقبة وحماية، وتجهيزات تقنية لضمان تدفق الغاز بشكل مستقر. 

ويأتي إحياء المشروع بعد خطوات دبلوماسية وتقنية مهمة، لتصبح الجزائر بموقعها الجغرافي، بنيتها التحتية، واستقرارها السياسي والأمني، العنصر الحاسم في تحويل المشروع من خطط على الورق إلى واقع ملموس، ما يمهد الطريق للبحث عن شركاء ماليين دوليين، من بنوك التنمية الأفريقية، شركات الطاقة العالمية، وصناديق الاستثمار، لضمان نجاح المشروع على المدى الطويل.