مخطوطات تمبكتو الشهيرة نجت من قبضة تنظيم القاعدة لكن التهديد لا يزال قائما .
نشر بتاريخ:
تمبكتوـ مالي 17 نوفمبر 2025 م (وال) ــ تم انقاذ وحماية المخطوطات التراثية والدينية الهامة بمعهد "أحمد بابا للدراسات والبحوث الإسلامية العليا" حينما خاطر، قبل 13 عاما، "عبد الله سيسيه" بحياته لتهريب عشرات الآلاف من المخطوطات من مدينة "تمبكتو" عندما اجتاح المتطرفون المرتبطون بتنظيم القاعدة، المدينة الصحراوية، عن طريق استخدام عربات تجرّها الدواب، لإدراكه أن صفحاتها تحمل شواهد على ماضي شعبي مجيد، حيث نقلتها قوارب خشبية عبرت بها النهر، ثم تحميلها بالحافلات إلى "باماكو"، عاصمة مالي، في رحلة طولها 1200 كيلومتر .
وقد استغرقت عملية نقل المخطوطات شهرًا، كان موظفو المعهد يدركون أنهم يخاطرون بحياتهم .
وبناءً على طلب من القادة المحليين والمجتمع المدني، تم اعادت المخطوطات الثمانية والعشرون ألفًا (28000) بسلام إلى تمبكتو، ليعكس ذلك فخر المدينة بالحفاظ على التراث الثقافي حيث ما يوجد في هذه الوثائق لا يوجد في أي مكان آخر من العالم .، على حد تعبير "محمد دياكيتي"، مدير المعهد .
لكن وكالة الصحافة الفرنسية قالت ان تنظيم القاعدة لا يزال يُشكل تهديدًا، فقد هاجم مقاتلوه تمبكتو في يونيو 2025 الماضي، مُهددين بإسقاط النظام العسكري، وفرض مقاتلون تابعون لما يسمى بــ "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" حصارًا على إمدادات الوقود في مالي، التي لا تملك منفذًا بحريًا .
وأضافت الوكالة ان (وحشية وصول تنظيم القاعدة عام 2012 كانت صادمة، فقد دمّر مسلحوه أكثر من 4000 مخطوطة ، بعضها يعود إلى القرن الثالث عشر، وفقًا لنتائج بعثة خبراء تابعة للأمم المتحدة، كما دمروا أضرحة تمبكتو، المدرجة ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية ولثقافة والعلوم الــ "يونسكو" للتراث العالمي، و"البوابة المقدسة" للمدينة) .
وإلى جانب المعهد "أحمد بابا للدراسات والبحوث الإسلامية العليا" الحكومي، تضم تمبكتو مكتبات خاصة تُقدّر بـ 377 ألف مخطوطة، تم تهُريبها جميعها إلى العاصمة، حيث لا تزال محفوظة.
...(وال)...