Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

تحقيقات في ميلانو: أثرياء أوروبيون دفعوا 90 ألف دولار للاستمتاع بقنص المدنيين في سراييفو

نشر بتاريخ:

ميلانو 13 نوفمبر 2025 (وال) - فتح الادعاء العام في مدينة ميلانو الايطالية تحقيقاً بشأن إيطاليين يُشتبه في أنهم دفعوا أموالاً لأفراد من جيش صرب البوسنة مقابل رحلات إلى سراييفو خلال تسعينيات القرن الماضي، ليتمكنوا من إطلاق النار على المدنيين في أثناء الحصار الذي استمر أربع سنوات.

وخلال الفترة بين عامي 1992 و1996، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص في سراييفو جراء القصف المستمر ونيران القناصة، في ما يعدّ أطول حصار في التاريخ الحديث، بعد إعلان البوسنة والهرسك استقلالها عن يوغوسلافيا.

وحسب ما نشرت صحيفة الغارديان، كان القناصة أحد أكثر مظاهر الرعب في حياة السكان المحاصرين، إذ كانوا يستهدفون المارة عشوائياً، بمن فيهم الأطفال، كما لو كانت العملية لعبة فيديو أو رحلة صيد.

وتشير الاتهامات إلى أن مجموعات من الإيطاليين وغيرهم من جنسيات أوروبية (انجليز وفرنسيين وألمان)–أطلق عليهم “سياح القناصة”– شاركوا في عمليات القتل بعد دفع مبالغ مالية كبيرة بلغت 90 ألف دولار أمريكي لجنود تابعين لجيش صرب البوسنة مقابل نقلهم إلى التلال المحيطة بسراييفو لإطلاق النار على السكان بدافع التسلية.

ويقود المدعي العام أليساندرو غوبّي التحقيق في ميلانو لتحديد هوية الإيطاليين المتورطين، بتهم “القتل العمد المقترن بالقسوة والدوافع الدنيئة”

وانطلق التحقيق بعد شكوى قانونية تقدم بها الكاتب المقيم في ميلانو إيتسيو غافازيني، الذي جمع أدلة حول الاتهامات، إضافة إلى تقرير قدمته للمدعين العامين رئيسة بلدية سراييفو السابقة، بنجامينا كاريتش

وقال غافازيني إنه قرأ للمرة الأولى عن ما سُمِّي “سياح القناصة” في الصحافة الإيطالية خلال التسعينيات، لكنه بدأ التحقيق الجاد بعد مشاهدته الفيلم الوثائقي “سفاري سراييفو” الذي أخرجه السلوفيني ميران زوبانيش عام 2022

وفي الفيلم، كشف جندي صربي سابق ومتعاقد أن مجموعات من الغربيين كانوا يطلقون النار على المدنيين من التلال المحيطة بسراييفو.

وقال غافازيني: “كان فيلم سفاري سراييفو نقطة البداية. بدأت التواصل مع المخرج، ومن هناك وسعت نطاق بحثي حتى جمعت ما يكفي من المواد لتقديمها إلى النيابة العامة في ميلانو.”

وأكد أن العديد من الإيطاليين يُشتبه بتورطهم، مضيفاً: “كان هناك ألمان وفرنسيون وإنجليز... أشخاص من دول غربية دفعوا مبالغ طائلة للذهاب إلى هناك وإطلاق النار على المدنيين”.

وأضاف غافازيني: “لم تكن هناك دوافع سياسية أو دينية. كانوا أشخاصاً أثرياء يذهبون بدافع المتعة والإشباع الشخصي. نحن نتحدث عن أشخاص مولعين بالأسلحة، ممن يرتادون ميادين الرماية أو رحلات السفاري في إفريقيا.”

وأوضح أن المشتبه بهم الإيطاليين كانوا يجتمعون في مدينة ترييستي شمالي البلاد قبل السفر إلى بلغراد، حيث كان جنود صرب البوسنة يرافقونهم إلى تلال سراييفو. وقال: “كان هناك نوع من تجارة سياحية حربية، يذهب فيها الناس لإطلاق النار على البشر”.

وأشار غافازيني إلى أنه تمكن من تحديد بعض الإيطاليين المتهمين بالتورط، والذين من المتوقع أن يجري استجوابهم خلال الأسابيع المقبلة.

 ..(وال)..