( وال – خاص ) : الترامادول.. تحدٍ نفسي واجتماعي يتطلب يقظة الأسرة وتكثيف التوعية
نشر بتاريخ:
متابعة : بشرى العقيلي
بنغازي 12 نوفمبر 2025 م ( وال) - كشفت مدير إدارة الصحة النفسية بوزارة الصحة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب ، والمستشارة في الاضطرابات النفسية والأسرية، " عزيزة الطبولي " أن تعاطي الترامادول لم يعد مجرد ظاهرة صحية، بل أزمة نفسية واجتماعية عميقة تمس الأسرة والمجتمع معًا، وتفرض ضرورة تفعيل الدور التوعوي للأسرة والإعلام في حماية الشباب من الانزلاق نحو الإدمان.
وأوضحت الطبولي في تصريح لـ ( وال) أن الآثار النفسية لتعاطي الترامادول تشمل التقلبات المزاجية، والاكتئاب، والعدوانية، والانعزال الاجتماعي، وهي مظاهر تتفاقم عندما تغيب الرقابة الأسرية أو التواصل العاطفي داخل البيت. وأضافت أن كثيرًا من الحالات تبدأ في بيئات يغيب فيها الحوار الأسري، ويُترك فيها الشاب فريسةً للفراغ والضغوط النفسية دون احتواء أو فهم.
وشددت الطبولي على أن الأسرة تمثل خط الدفاع الأول ضد الإدمان، من خلال ملاحظة التغيرات السلوكية المفاجئة لدى الأبناء، وتوفير بيئة آمنة للحوار دون تخويف أو إدانة. كما دعت الأمهات والآباء إلى طلب المساعدة النفسية مبكرًا عند ظهور مؤشرات الاضطراب، مؤكدة أن “الصمت والتبرير هما البوابة الأخطر نحو الإدمان”.
وفي السياق ذاته، أكدت أن الإعلام يتحمل مسؤولية أخلاقية ومجتمعية كبيرة في توجيه الوعي العام، عبر إنتاج محتوى واقعي يعالج الظاهرة بعمق ويكسر وصمة المرض النفسي والإدمان. ودعت إلى تبنّي حملات إعلامية تُبرز قصص التعافي وتُرسّخ ثقافة الدعم بدلًا من الحكم، إلى جانب تخصيص مساحات دائمة في البرامج الشبابية لمناقشة التحديات النفسية والمعيشية.
واختتمت الطبولي تصريحها لـ (وال) بالقول إن مكافحة الإدمان لا تُبنى فقط بالعلاج الطبي، بل بـ تلاحم الأسرة، وانفتاح الإعلام، وإيمان المجتمع بأن الدعم والاحتواء هما أقصر طريق للشفاء.
(وال)