جمعية علم الأحياء البحرية في ليبيا : تسجيل أول ظهور لسمكة غريبة تُعرف باسم (سمكة ذات الراية) في السواحل الليبية.
نشر بتاريخ:
طرابلس 26 أكتوبر 2025 م (وال) – كشفت جمعية علم الأحياء البحرية في ليبيا، عن تسجيل أول ظهور لسمكة غريبة تُعرف باسم "سمكة ذات الراية"، في السواحل الليبية ، واعتبرته انعكاسا للتغيرات البيئية المتسارعة في منطقة المتوسط ، وما يصاحبها من تأثيرات على التنوع البحري المحلي .
وأوضحت الجمعية أن ظهور هذه السمكة في السواحل الليبية ، والتي تم اكتشافها بالمصادفة أثناء مسابقة للصيد نظّمتها مفوضية كشاف بنغازي ، يثير العديد من التساؤلات حول تأثير الأنواع الغازية على التنوع البيولوجي البحري. مع ارتفاع درجات الحرارة، وقد نشهد المزيد من هذه الهجرات
ونشرت الجمعية تقرير تعريفي مطول عن سمكة Heniochus intermedius، المعروفة باسم "سمكة ذات الراية"، والتي كانت يومًا ما متوطنة فقط في البحر الأحمر وخليج عدن. واليوم، أصبحت جزءًا من مشهد الشعاب في شرق المتوسط
وقالت الجمعية إن سمكة ذات الراية من البحر الأحمر (Heniochus intermedius Steindachner, 1893) هي سمكة شعاعية الزعانف تنتمي إلى عائلة الفراشات البحرية (Chaetodontidae) ، و ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأنواع أخرى من أسماك الراية وسمكة المورش أيدول ضمن جنس Heniochus، وتتميز بأجسامها العميقة والمضغوطة جانبيًا وبامتداد الزعنفة الظهرية الطويلة. يمكن تمييزها عن الأنواع المشابهة مثل H. acuminatus و H. diphreutes من خلال لونها الأصفر المائل أكثر للجسم وموقع الخطوط العمودية.
- الموطن الأصلي والتوزيع
وحسب الجمعية تعد هذه السمكة متوطنة في البحر الأحمر وخليج عدن الغربي ، وتعيش في بيئات الشعاب المرجانية، وتفضل المنحدرات والهبوطات المرجانية ، ويتجمع صغارها في مجموعات كبيرة قرب قاعدة الشعاب، بينما البالغون يعيشون بشكل منفرد أو في أزواج ، وتتغذى على القاع، وتبحث عن الطعام على أو قرب سطح الشعاب ، فيما تتراوح درجة حرارة المياه في موطنها الأصلي بين 25–30°C، ولا تتحمل الظروف الباردة ، ولم تكن موجودة طبيعيًا خارج البحر الأحمر، مثل المحيط الهندي الواسع أو البحر المتوسط قبل تدخل الإنسان.
- البيولوجيا والبيئة
وأوضح التقرير أن طول السمكة يصل إلى حوالي 20 سم، ولها جسم بيضاوي مضغوط جانبيًا، بلون أبيض فضي مع خطين عموديين أسودين، ولون أصفر في الجزء الخلفي من الجسم والزعنفة. الزعنفة الظهرية الأولى تمتد بشكل بارز كراية.
- النظام الغذائي:
- تتغذى على العوالق الحيوانية واللافقاريات القاعية الصغيرة مثل الديدان متعددة الأشواك والقشريات. لا تتغذى على أنسجة المرجان الحي، وتعتبر مفترسة عامة تتغذى على مجموعة متنوعة من الكائنات الصغيرة.
-السلوك:
الصغار اجتماعيون، بينما البالغون يعيشون في أزواج. تنشط نهارًا، وتلجأ إلى الشعاب عند التهديد. يُعتقد أنها تتكاثر عبر إطلاق البيض والحيوانات المنوية في الماء، وتكون اليرقات عوالق قادرة على الانتشار لمسافات طويلة.
- تاريخ الغزو في البحر المتوسط
الوصول والسجلات الأولى: دخلت البحر المتوسط عبر قناة السويس، وسُجلت أول مرة قبالة سواحل لبنان في يونيو 2012. ثم ظهرت في تركيا عام 2013، وفي فلسطين وقبرص عام 2015–2016، ثم في بحر إيجة التركي واليوناني عام 2018. بحلول 2021، ,سجلت في مرسى مطروح بمصر
مسارات الدخول: دخلت طبيعيًا عبر قناة السويس، إما كأفراد بالغة أو يرقات. لم يكن هناك دليل على إدخالها عبر تجارة الأحواض أو أنشطة بشرية أخرى. سجلت أيضًا قبالة فلوريدا عام 1996، لكن لم تستقر هناك. في البحر المتوسط، وجدت بيئة مناسبة للبقاء والتكاثر.
-التأثيرات البيئية والاقتصادية
1- التأثير البيئي: قد تنافس الأنواع المحلية على الغذاء، وتؤثر على الشبكات الغذائية من خلال افتراس اللافقاريات أو يرقات الأسماك المحلية. قد تصبح فريسة للحيوانات المفترسة المحلية، مما يدمجها جزئيًا في النظام البيئي. لا توجد تقارير عن نقل أمراض أو طفيليات حتى الآن.
2 - التأثير الاقتصادي والاجتماعي: لا تؤثر مباشرة على الاقتصاد أو مصايد الأسماك، ولا تُصاد تجاريًا. قد تضيف قيمة بسيطة للسياحة البيئية والغوص، لكنها لا تُعتبر مصدرًا غذائيًا أو تجاريًا. التأثير الاقتصادي المحتمل يرتبط فقط بتكاليف المراقبة والإدارة إذا أثرت على الأنواع الاقتصادية.
وختم التقرير بالقول إن ةجود سمكة ذات الراية من البحر الأحمر في البحر المتوسط يعكس التبادل البيولوجي المستمر عبر قناة السويس ، وأنه خلال عقد واحد فقط، توسعت من الساحل الليفانتي إلى بحر إيجة ، وتمثل منافسًا ومفترسًا جديدًا في بيئات الشعاب المتوسطية، وتأثيرها الكامل لا يزال قيد الدراسة ، ولا تشكل تهديدًا اقتصاديًا مباشرًا، لكنها تبرز قضية الأنواع الغازية في المنطقة. إدارة هذا الغزو معقدة، وتُركز على البحث والمراقبة.
وأضاف أنه مع تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة البحر المتوسط، قد تصبح الظروف أكثر ملاءمة للأنواع الاستوائية، مما يزيد من وتيرة الهجرة . لذا، فإن وجود هذه السمكة يمثل حدثًا بيئيًا مهمًا يتطلب اهتمامًا مستمرًا وتعاونًا دوليًا للحفاظ على توازن البيئة البحرية المتوسطية.
(وال)