الروائية الليبية عائشة الأصفر تفوز بجائزة (القدس للمرأة العربية للإبداع الأدبي للرواية العربية)
نشر بتاريخ:
رام الله 27 أكتوبر 2025 (وال) – فازت الكاتبة الروائية الليبية عائشة الأصفر، اليوم الأحد، بجائزة "القدس للمرأة العربية للإبداع الأدبي للرواية العربية" التي تقدم لها 198 روائية وقاصة من كافة الدول العربية.
وأعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية، بالتعاون مع وزارتي شؤون المرأة، وشؤون القدس، في رام الله، فوز الكاتبة والروائية عائشة الأصفر بالجائزة عن روايتها المنشورة "إيشي"، التي تتناول مواضيع عميقة مثل ذاكرة الصحراء، والجراح الاجتماعية في المجتمع الليبي عبر مراحله التاريخية، مع التركيز على سطوة الظروف والصراعات الداخلية.
وقالت الروائية عائشة الأصفر في كلمة مسجلة لها، إن فوزها اليوم بمثابة عناق لفلسطين ولقدسها، ولقبتها الذهبية، وانتصار لكل قضايا الانسانية، ولكل المبدعات، والمشاركات بالجائزة.
وأوضحت أن روايتها "إيشي" تعبر عن الهم الإنساني في مجتمعاتنا المتشابهة، حيث ركزت على قضايا الإنسان المهمش، والإنسان في دروب النزوح والتهجير، وفي زنازين السجون، وركزت على قضايا العنف، والإقصاء، وتعرية قبح الواقع.
وأُطلقت الجائزة في 28 أبريل الماضي، تحت إشراف لجنة فنية، تتكون من خمس أعضاء من الدول العربية، إلى جانب الوزارات الثلاث، لدراسة الأعمال الأدبية المقدمة، وانتقاء أفضل 3 روايات، للإعلان عن الفائز بين هذه الروايات الثلاث، وهي: روايتي "ليالي إشبيلية" للفلسطينية نردين أبو نبعة، و"خيوط العنكبوت" لعيشة صالح من اليمن، إلى جانب الفائزة الأصفر.
وتأتي الجائزة التي أعلن عنها بالتزامن مع اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية الذي يصادف اليوم، السادس والعشرين من أكتوبر ، إلى جانب إعلان لجنة المرأة العربية في جامعة الدول العربية، القدس عاصمة للمرأة العربية لعامي 2025-2026 خلال الدورة الـ 44 للجنة.
وبارك وزير الثقافة عماد حمدان للفائزة الأصفر هذا الإنجاز الأدبي، الذي يجسد حضورها الإبداعي، ويسهم في إثراء المشهد الروائي العربي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن حمدان قوله: " إن الجائزة تأتي باسم القدس، عاصمتنا الأبدية، وبوابة السماء، ومهد الحكايات، انطلاقا من إستراتيجية ورؤية الحكومة الفلسطينية، في حماية الهوية الوطنية وصون تاريخها وحضارتها، وتأصيل الوعي بأهمية الثقافة المبنية على حكايتنا وروايتنا، إضافة إلى أنها تأتي عرفانًا وتقديرًا من فلسطين، إلى المرأة العربية والفلسطينية، ودورها التاريخي في حركة الإبداع الثقافي العربي".
وأكد حمدان أن الرواية ليست عابرة، إنما وثيقة شرف، وشهادة إبداع، تنقذ الذاكرة من التزوير، وهي النافذة التي تطل منها شعوبنا على حقيقتها، لافتا إلى أن الجائزة شارك فيها مئة وثمان وتسعون رواية منشورة من مختلف أرجاء الوطن العربي، وهو عدد لا يعكس غزارة الإنتاج، إنما يكشف قوة المرأة الكاتبة، وعُمق حضورها في المشهد السردي العربي.
من جانبها، قالت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي إن الحكومة الفلسطينية شكلت نقطة تحول حقيقية في مسار النهوض بقضايا المرأة، حيث عملت على إدماج قضاياها في السياسات العامة، وخطط التنمية، والتعافي وإعادة الإعمار، وتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار، إلى جانب إطلاق مبادرات للتمكين الاقتصادي، والشمول الرقمي والمالي والتدريب المهني، وتطوير الاستراتيجيات الوطنية الداعمة لها.
وأكدت أن هذه الإنجازات تواجه اليوم تحدياً وجودياً في ظل العدوان المستمر على شعبنا، والذي أثّر بشكل مباشر على حياة النساء، لكن رغم ذلك فقد ظلت السند الأول للأٌسرة والمجتمع، وهي التي تصون الحياة وسط الركام، وتحوّل الفقد إلى إرادة.
وأشارت الخليلي الى أن الوزارة تعمل اليوم على تطوير خطة وطنية شاملة عبر قطاعية للعدالة والمساواة، تقوم على تعزيز الحماية الاجتماعية، وضمان الحقوق الاقتصادية، وتحسين واقع النساء في كل محافظات الوطن، وخاصة في القدس وغزة والمناطق المهمشة.
وقالت إن تكريم الأدبيات العربيات اليوم هو تكريم للمرأة التي تقاوم بالكلمة، وتكتب لتفتح دروب الأمل، وتجعل من الأدب جسراً بين الوجع والكرامة.
من جهته، قال وزير شؤون القدس أشرف الأعور في كلمة مسجلة، "نلتقي اليوم في مناسبة مميزة تجمع بين الأدب والإبداع، والقدس والمرأة العربية، لنعلن عن الفائزة بالجائزة التي تستمد اسمها ومعناها من القدس العاصمة الأبدية والثقافية، ورمز الهوية العربية، ومن المرأة العربية التي كانت دوما رمزا للعطاء، والإصرار".
وأضاف: نكرم المرأة اليوم التي سطرت حكاية الوطن بالصبر والكلمة، ونكرم الرواية التي جعلت من المعاناة إبداعا، ومن الوجع أملا، فالمرأة ليست فقط رمزا للنضال، بل صانعة للفكر وحارسة للذاكرة.
وأضاف ان المرأة العربية المبدعة ستبقى شريكة في معركة الكلمة والكرامة، وان الرواية ستظل وسيلتنا لنكتب التاريخ كما نعيشه.
يذكر أن الكاتبة والروائية عائشة الأصفر عرفت بريادتها في مجالات عدة، فهي أول امرأة ليبية تقود طائرة عام 1974، وأسست حركة زهرات وفتيات الكشافة في الجنوب الليبي، وحازت وسامي ريادة في الطيران والعمل الشعبي، إلى جانب إسهاماتها البارزة في التعليم والإعلام والعمل التطوعي.
..(وال)..