الأمم المتحدة: التركيز على عملية سياسية شاملة هو السبيل لاستعادة الشرعية في ليبيا.
نشر بتاريخ:
نيويورك، 14 أكتوبر 2025 ( وال ) – دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة أن يكون تركيز بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا منصبًا على هدف استراتيجي وحيد يتمثل في تمكين عملية سياسية ذات مصداقية وشاملة تعيد الشرعية الوطنية والتماسك المؤسسي، مؤكداً أهمية مواءمة هيكل البعثة ووجودها الميداني مع هذا التفويض الأساسي.
جاء ذلك في تقرير المراجعة الاستراتيجية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والذي رفعه " غوتيريش" إلى مجلس الأمن الدولي عملاً بالقرار رقم 2755 لعام 2024 ، وتضمّن توصيات تهدف إلى تعزيز فعالية وهيكلية البعثة من خلال إعادة ترتيب أولويات المهام والموارد، بما يسهم في تسهيل عملية سياسية مستدامة وضمان وجود فعّال للبعثة في أنحاء البلاد، ضمن الموارد المتاحة.
وأشار التقرير، الذي نُشر أمس الإثنين، إلى أن الاستعراض الاستراتيجي قام بتقييم شامل لتوجه البعثة وأدائها وهيكليتها والوضع الأمني الذي تعمل في إطاره، اعتماداً على تحليل دقيق لديناميات النزاع الليبي.
وشمل التقييم مراجعة الإنجازات التي حققتها البعثة منذ الاستعراض الاستراتيجي السابق في عام 2021، بالإضافة إلى التحديات التي واجهتها في تنفيذ ولايتها، لا سيما في مجالات تيسير الحوار الوطني بين الأطراف الليبية حول القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، والمصالحة الوطنية، وحقوق الإنسان، إلى جانب دعم وقف إطلاق النار.
ورغم ما وصفه التقرير بـ "القيود الداخلية والتشرذم الوطني والبيئة الجيوسياسية المتغيرة"، أكد فريق الاستعراض أن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لا تزال تُعدّ عنصرًا حاسمًا للاستقرار.
وشدد " غوتيريش " في توصياته على ضرورة إعادة تركيز العمل السياسي للبعثة حول العملية السياسية الجامعة، مؤكداً أن البعثة تعمل في "سياق وطني يتّسم بانقسامات مستمرة، وتدخلات خارجية، وخيبة أمل شعبية عميقة"، وهو ما يتطلب نهجاً أكثر تركيزاً وفعالية.
وقد تولّت الاستعراض الخبيرة الخارجية دانييلا كروسلاك، مدعومةً بممثلين عن إدارات الأمم المتحدة المعنية بالشؤون السياسية، وبناء السلام، وعمليات السلام، والدعم العملياتي، والسلامة والأمن، إضافة إلى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومكتب التنسيق الإنمائي.
وخلال فترة أربعة أشهر، عقدت الخبيرة أكثر من 130 اجتماعًا حضوريًا وافتراضيًا مع مسؤولين ليبيين، ودول أعضاء، ومنظمات إقليمية، وأطراف من بعثة الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها، إضافة إلى خبراء مستقلين حول ليبيا.
كما شملت الجولات الميدانية زيارات ميدانية إلى طرابلس وبنغازي وتونس العاصمة، خلال الفترة من 12 إلى 27 يونيو الماضي، بهدف التشاور مع مختلف المحاورين المحليين والإقليميين حول أداء البعثة وسبل تطوير عملها في المرحلة المقبلة.
... ( وال ) ....