منظمة الصحة العالمية تحذر: نصف دول العالم تفتقر لأنظمة مراقبة مقاومة الميكروبات.

نيويورك، 14 أكتوبر 2025 (وال) – حذّرت منظمة الصحة العالمية في تقرير جديد من تفاقم خطر مقاومة المضادات الحيوية، مشيرة إلى أن فعالية هذه الأدوية الحيوية آخذة في التراجع، الأمر الذي يشكّل تهديدًا متناميًا للصحة العامة حول العالم.

ووفقًا للتقرير، الذي استند إلى بيانات قدّمتها أكثر من 100 دولة، فإن واحدة من كل ست حالات عدوى بكتيرية مؤكدة مختبريًا في عام 2023 كانت مقاومة للعلاج، ما يعني أن المضادات الحيوية المستخدمة في علاج تلك العدوى لم تعد فعالة.

وأبرز التقرير، الذي نشره موقع "أخبار الأمم المتحدة"، أن مقاومة مضادات الميكروبات ارتفعت في أكثر من 40% من تركيبات مسببات الأمراض والمضادات الحيوية التي تم رصدها بين عامي 2018 و2023، بمعدلات نمو سنوية تتراوح بين 5 و15%.

أوضح التقرير أن حدة المشكلة تختلف من منطقة إلى أخرى، حيث بلغت نسبة العدوى المقاومة في إقليمي جنوب شرق آسيا وشرق المتوسط نحو حالة واحدة من كل ثلاث حالات. أما في القارة الأفريقية، فقد كانت واحدة من كل خمس حالات عدوى مقاومة للعلاج، في وقت يتزايد فيه الانتشار في الدول التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية ونقص القدرة على التشخيص والعلاج.

ورغم التحديات، أشادت منظمة الصحة العالمية بالتوسع الكبير في عدد الدول المنضمة إلى النظام العالمي لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها، والذي ارتفع من 25 دولة فقط في عام 2016 إلى 104 دول في عام 2023.

إلا أن التقرير أشار إلى أن 48% من هذه الدول لم تُبلغ عن بياناتها خلال عام 2023، بينما لا تزال قرابة نصف الدول المبلّغة تفتقر إلى أنظمة قادرة على إنتاج بيانات دقيقة وموثوقة، لا سيما الدول الأكثر تضررًا من الظاهرة.

وفي تعليقه على نتائج التقرير، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس:

"مقاومة مضادات الميكروبات تتقدم بوتيرة تفوق التطورات في الطب الحديث، مما يهدد صحة الأفراد والأسر والمجتمعات في أنحاء العالم كافة."

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في عام 2024 إعلانًا سياسيًا لمعالجة مقاومة المضادات الحيوية، دعا إلى تعزيز النظم الصحية وتطبيق نهج "الصحة الواحدة"، عبر تنسيق الجهود بين قطاعات صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

....( وال ) ....