تحديات تحقيق التوازن المستدام بين الاستثمار السياحي وحماية البيئة البحرية
نشر بتاريخ:
طرابلس 8 أكتوبر 2025 (وال) - ناقشت جلسة حوارية أقامتها منظمة الإنماء لدعم الشباب والمرأة اليوم الأربعاء بطرابلس أهمية تحقيق التوازن المستدام بين الاستثمار السياحي وحماية البيئة البحرية وتعزيز مكانة ليبيا كواجهة رائدة في السياحة البيئية وضمان استدامة مواردها الطبيعية.
وتسعى الحوارية لتدعيم الوعي المجتمعي والمؤسسي بأهمية الأحياء البحرية والسواحل، وفتح أفاق للحوار بين الجهات الحكومية والمستثمرين ومنظمات المجتمع المدني لوضع أسس لاستثمار سياحي مسؤول يراعي الحفاظ على النظم البيئية.
وقالت رئيسة منظمة الأنماء لدعم الشباب والمرأة سميرة المسعودي إن المشاركين في الحوارية ناقشوا السياحة البيئية تحت شعار "نحو سياحة بيئية مستدامة" تسلط الضوء على رفع الوعي بأهمية هذه السياحة وتدارسوا موضوعين أساسيين حول كيفية المحافظة على البيئة وكيفية الاستثمار السياحي في ظل وجود أماكن سياحية على الشاطئ الليبي.
وأضافت المسعودي في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، (وال) أن ليبيا تتوفر على سواحل جميلة في شمال القارة الأفريقية، هي الأطول على البحر المتوسط، مشددة على ضرورة استغلالها الاستغلال الأمثل والاهتمام بالبيئة من أجل حياة كريمة للمواطن ومن أجل مستقبل سياحي واعد.
وتابعت أن الحوارية تبحث كذلك كيفية الحفاظ على البيئة من منطلق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة 2030 وهي الشراكة بين المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص.
وتابعت المسعودي أن الهدف من الحوارية يرتكز على كيفية إنشاء مراكز ومنتجعات سياحية في وجود معايير بيئية مهمة بعيداً عن التلوث البيئي من أجل الحفاظ على البيئة وحماية المحيط والمواطن من مخاطر التلوث وإظهار جمال الوطن من خلال الاستثمار في البيئة السياحية.
وأكد المستشار بمركز البحوث والحياة البحرية، ضو حدود، أن مشاركته في الحوارية تركز على الفاعلية الخاصة بالاستثمار السياحي بالساحل الليبي وتأثيراته بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها الشواطئ الليبية وكيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة و التركيزعلى الهدف الخاص بالشواطئ البحرية في إطار استغلالها بشكل مستدام.
وأضاف حدود في تصريح لـ (وال) أن محاضرته تناولت كيفية المحافظة على هذا المورد الطبيعي من مخزون الأسماك وحماية البيئة الساحرة التي تتوفر عليها الشواطئ الليبية وأهمية استغلالها في تنشيط السياحة البيئية وجذب السياح لها.
وتابع مراسل لـ (وال) أن المشاركين في الحوارية دعوا إلى وضع أسس للتكامل بين الاستثمار السياحي وحماية الأحياء البحرية والمساهمة في وضع سياسات وتشريعات تدعم السياحة البيئية وحماية السواحل وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه البيئة البحرية في ليبيا.
ويقول الخبراء إن البيئة البحرية في ليبيا تواجه تلوثاً بيئياً خطيراً ناتجاً عن تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة، والنفايات الصلبة والبلاستيكية، وتسربات نفطية، ما يؤدي إلى تلوث الشواطئ وتدهور الحياة البحرية وتهديد صحة المواطنين وعرقلة نمو الاقتصاد المحلي.
إلى ذلك تساهم الأنشطة البشرية مثل الصيد الجائر، واستخدام المتفجرات المحلية (الجلاطينة) وتدمير الموائل البحرية، والإفراط في استخدام مصادر المياه في تفاقم هذه المشاكل، ما يتطلب حلولاً شاملة ومستدامة وتحمل السلطات المعنية مسؤولياتها لمواجهة هذه التحديات.
وتتمثل أبرز مشاكل البيئة البحرية في ليبيا، بحسب هؤلاء الخبراء، في تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة مباشرة إلى البحر، تكدس النفايات الصلبة، مثل البلاستيك والمعادن، على الشواطئ وتلقى في مياه البحر، حدوث تسربات نفطية في عرض البحر جراء عمليات تهريب الوقود ما يضر بالحياة البحرية بشكل مباشر، استخدام متفجرات محلية قوية في الصيد، وتدمير الموائل البحرية الطبيعية، وتهديد الحياة البحرية بشكل خطير، تصريف مواد سائلة ومخلفات عضوية من مصادر صناعية وزراعية قريبة من السواحل، وإن كانت بشكل محدود.
ودعت دراسات عدة عن البيئة البحرية الليبية السلطات المختصة إلى ضرورة تفعيل القوانين والرقابة البيئية وتسريع مشاريع إنشاء محطات معالجة لمياه الصرف الصحي، وإطلاق حملات توعية وتنظيف للشواطئ إلى جانب تحسين إدارة النفايات الصلبة وتفعيل البروتوكولات المحلية والدولية للحد من حوادث تسرب النفط والتلوث البحري.
(وال) ..
متابعة : محمد الزرقاني
تصوير: إسماعيل الكوربو