مؤتمر علمي يركز على أهمية تطوير استراتيجية إعلامية لترسيخ ثقافة المصالحة الوطنية في ليبيا .
نشر بتاريخ:
طرابلس 07 أكتوبر 2025 (وال) - أوصى المؤتمر العلمي الدولي حول الدور اللوجستي للإعلام في تعزيز ثقافة المصالحة الوطنية بتطوير استراتيجية إعلامية وطنية تهدف إلى ترسيخ ثقافة المصالحة، وتشمل تحديد الأهداف والوسائل والفئات المستهدفة، وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل للصحفيين والإعلاميين حول كيفية التعامل مع القضايا الحساسة المتعلقة بالمصالحة الوطنية، وتعزيز مهاراتهم في التحليل والنقد البناء وقبول الآخر.
ودعا المؤتمر في ختام جلسة حوارية اليوم الثلاثاء برعاية الهيئة الليبية للبحث العلمي إلى إنتاج مواد إعلامية توعوية تهدف إلى غرس قيم التسامح والمصالحة وتشجيع الحوار بين مختلف فئات المجتمع، ومكافحة خطاب الكراهية والتحريض ووضع آليات فاعلة لمنع انتشاره إلى جانب تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام والمجتمع المدني لتعزيز ثقافة المصالحة الوطنية وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية.
وحثت التوصيات على تطوير مناهج إعلامية تشمل مواضيع المصالحة الوطنية والتسامح وتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، وتشجيع البحث العلمي من خلال دعم الأبحاث العلمية التي تعزز المصالحة الوطنية
ومساهمة الإعلام في بناء ودعم منظومة القيم المجتمعية التي تعد قاعدة وحاضنة لمشروع المصالحة الوطنية، ومساهمة الإعلاميين والأكاديميين في وضع ميثاق شرف إعلامي يحدد الوعي المهني لدى الصحفيين والإعلاميين بأهمية المصالحة الوطنية.
وأفاد المنظمون أن المؤتمر سعى إلى تكوين قواعد وأُسس مهنية تدعم جذور المصالحة الوطنية ونشرها كثقافة في المجتمع الليبي وإعطاء رؤية صحيحة لمفهوم المهنة الإعلامية في مواجهة المشاكل المجتمعية.
وركز المشاركون في المؤتمر الذي نُظًم اليوم الثلاثاء بالجامعة المفتوحة بطرابلس بمشاركة جامعات ليبية وجامعات من الجزائر والعراق ومصر على ترسيخ قيم ومبادئ المصالحة الوطنية عبر الوسائل الإعلامية لنشر ثقافة المصالحة الوطنية بين العاملين في المؤسسات الإعلامية الليبية، والاستفادة من تجارب العالم الإقليمية والدولية في مجال المصالحة الوطنية المجتمعية وتبادل الخبرات، وتقديم خريطة مهنية، ومعرفة أشكال الصراع والعنف التي تواجه المصالحة الوطنية ومحاولة مواجهتها بالخطاب الإعلامي
وقال أستاذ الإعلام في الجامعات الليبية، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، محمد شرف الدين الفيتوري، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية (وال)، إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل تعدد المبادرات المطروحة في مجال المصالحة الوطنية، ويعد خطوة إضافية نحو إضفاء الطابع العلمي على جهود المصالحة في ليبيا.
وأضاف الفيتوري أن المؤتمر يسعى إلى استكشاف ما يمكن أن تقدمه القدرات الأكاديمية والعلمية الليبية لدعم هذه الجهود خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلب توظيف كل الإمكانيات من أجل تحقيق الاستقرار الوطني.
وأوضح أن المرحلة الحالية تستدعي الانتقال من المبادرات النظرية إلى برامج تطبيقية بعيدًا عن الطابع الدعائي، مؤكدًا أن ليبيا في أمس الحاجة إلى مصالحة حقيقية تداوي الجراح وتصلح ما أفسدته الخلافات،
مشيرا إلى أن الخلافات في الأزمة الليبية تظل سطحية مقارنة بالأزمات التي شهدتها دول أخرى حول العالم.
وركز رئيس الجمعية الليبية للعلوم والإعلام، النعمي العالم على أهمية وسائل الإعلام ودورها في تشكيل الوعي السياسي للشباب الليبي وتعزيز ثقافة المصالحة الوطنية في ظل التحديات التي تواجه المجتمع الليبي.
وتابع العالم أن الإعلام يُعتبر فاعلا رئيسيا في بناء جسور الحوار وتعزيز قيم التسامح والمصالحة، ملاحظا أن لإعلام يمكنه أن يلعب دورا محوريا في نشر ثقافة الحوار والبناء، وتسليط الضوء على قصص النجاح التي تجسد روح التسامح والمصالحة وتوعية الجماهير بأهمية مصالحة لبناء المجتمع.
وشددت عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي لتقنيات الفنون، رحاب محمد الشرباني، على أهمية التغطية الإعلامية لقضايا المصالحة الوطنية ودعت إلى عدم الاهتمام بالقضايا السياسية فقط وإهمال القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تمس الواقع المعاش للمواطنين.
وتمحور المؤتمر حول تشخيص واقع الإعلام الليبي في ظل الأزمة الليبية الراهنة، آليات صناعة الخطاب الإعلامي الداعم للمصالحة الوطنية في ليبيا، مسؤوليات وأولوية المؤسسات الإعلامية الليبية في ترسيخ قيم المصالحة الوطنية، مضمون خطاب المصالحة والوفاق الوطني في وسائل الإعلام، القوانين التشريعية والمعايير الأخلاقية التي تحكم مسؤولية الإعلام في ترسيخ المصالحة الوطنية، المعوقات والتحديات التي تواجه الإعلام الليبي في نشر ثقافة المصالحة الوطنية.
يُشار إلى أن استحقاق المصالحة الوطنية في ليبيا يراوح مكانه منذ سنوات رغم عشرات الاجتماعات محليا وإقليميا ودوليا وتأسيس العديد من الهيئات والمجالس الاجتماعية التي كُلّفت بالإشراف على عقد مصالحات وطنية لرأب الصدع الاجتماعي الذي أحدثته الأزمة الليبية لكنها فشلت جميعها بسبب تصاعد الانقسام السياسي.
وفشل المجلس الرئاسي الذي أوكلت إليه مهمة إنجاز المصالحة الوطنية عام 2021 في إحراز أي تقدم واقتصرت جهوده على تشكيل المفوضية العليا للمصالحة الوطنية بعد أربعة أشهر من توليه السلطة، ولم يتجاوز ما أنجزه حدّ تشكيل المفوضية قبل ان يغرق ملف المصالحة في نهاية المطاف في دوامة المناكفات السياسية.
(وال)
متابعة : ساسية اعميد - أميرة التومي .
تصوير: إسماعيل الكوربو .