( وال – خاص ) : مخاوف من انتشار مرض الطاعون بين الأغنام في ليبيا .
نشر بتاريخ:
متابعة : بشرى العقيلي
الأبرق، 02 أكتوبر 2025 م ( وال ) – تسود حالة من المخاوف لدي مربي الأغنام في ليبيا ، وخاصة في المنطقة الشرقية من انتشار مرض طاعون المجترات الصغيرة بين الأغنام ، وسط تحذيرات متزايدة من أطباء بيطريين وخبراء في الصحة الحيوانية بشأن انتشاره في عدة مناطق ، مما بات يشكل تهديدًا مباشرًا وخطيرًا للثروة الحيوانية في ليبيا، والأمن الغذائي الوطني.
وأكد الطبيب البيطري ، الموظف بجهاز الحرس البلدي بمدينة الأبرق الدكتور أمجد العوكلي، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، أن المرض يُصنَّف ضمن الأمراض الوبائية الخطيرة التي تصيب الأغنام والماعز، ويؤثر بشكل مباشر على المجتمعات الريفية التي تعتمد على تربية المواشي كمصدر أساسي للدخل.
وأشار العوكلي إلى أن ليبيا، التي تحتل المرتبة التاسعة عربيًا في عدد رؤوس الأغنام، تمتلك ثروة حيوانية تُعد من ركائز الأمن الغذائي، إلا أن استمرار انتشار المرض منذ أكثر من أربع سنوات يُعرض هذه الثروة لمخاطر متزايدة. كما أوضح أنه سبق التنبيه إلى خطورة الوضع عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الردود الرسمية لم تكن على مستوى التهديد القائم، على حد وصفه.
- توسع رقعة الإصابة وانتشار مقلق
من جانبه، كشف رئيس المركز الوطني للصحة الحيوانية بوزارة الصحة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب ، محمد العقاب، في تصريح لـ ( وال) عن تسجيل إصابات مؤكدة بمرض طاعون المجترات الصغيرة في عدة مناطق، من بينها المقرون، وقمينس، وسلوق، وبنغازي، والمرج، وإجدابيا، والأبيار، وذلك عقب إجراء أكثر من 400 عينة تحليل عشوائي للقطعان، أظهرت نتائجها معدل إصابة بلغ 13% من إجمالي عدد الأغنام والماعز المبلغ عنها.
وأوضح العقاب أن المرض يُظهر أعراضًا تشمل ارتفاع الحرارة، وإفرازات دمعية وأنفية، وفقدان الشهية، وانخفاض الوزن، لافتًا إلى أن نسبة النفوق في حال عدم التدخل العلاجي قد تتراوح بين 30% و50%مؤكدا أن ضعف خدمات التحصين البيطري، واستمرار تهريب المواشي من دول أفريقية موبوءة، يسهمان في تفاقم الوضع الصحي للحيوانات في البلاد.
وبيّن العقاب أن المركز الوطني اتخذ عدة إجراءات للحد من انتشار المرض، تضمنت فرض حجر صحي في المناطق الموبوءة، وتكثيف حملات التطهير، وتنفيذ برامج تطعيم، إلى جانب مراقبة حركة الحيوانات بين المناطق، مشيرا إلى أن هذه التدابير تهدف إلى كسر سلسلة العدوى وتقليل نسبة الإصابات في أوساط القطعان.
- طبيعة المرض وخطورته
ويُعد طاعون المجترات الصغيرة مرضًا فيروسيًا سريع الانتقال، يُصيب الأغنام والماعز تحديدًا، وينتمي إلى عائلة “باراميكسوفيريدي” الفيروسية، وهو على صلة وثيقة بفيروس الحصبة لدى الإنسان والطاعون البقري لدى الأبقار ، حيت ينتقل المرض عبر الرذاذ التنفسي، أو ملامسة الحيوانات المصابة، أو من خلال مشاركة أدوات التغذية والشرب، في حين لا يُصنف المرض كمهدد لصحة الإنسان.
وتتجلى الأعراض في ارتفاع حاد في درجة الحرارة، وإفرازات دمعية وأنفية تتحول لاحقًا إلى صديد، بالإضافة إلى تقرحات في الفم وصعوبة في تناول الطعام، وسعال شديد، وإسهال مائي قد يؤدي إلى الجفاف والهزال، ما يؤدي إلى نسبة نفوق قد تصل إلى 80% في القطعان غير المحصنة.
وينعكس المرض سلبًا على الاقتصاد الوطني من خلال تقليص إنتاج اللحوم والحليب، وتلف الصوف، وارتفاع معدل النفوق، ما يؤثر على استقرار الأسر الريفية ويزيد اعتمادها على الواردات الخارجية، فضلًا عن تراجع النشاط الاقتصادي المرتبط بالثروة الحيوانية.
- سبل الوقاية والاستجابة المطلوبة
ويؤكد الخبراء أن السيطرة على المرض تتطلب التزامًا صارمًا بالإجراءات الوقائية، على رأسها التحصين الدوري باستخدام لقاحات فعالة، والعزل الفوري للحالات المشتبه بها، والتطهير المنتظم لمواقع التربية، ومراقبة حركة الحيوانات ومنع تهريبها من المناطق الموبوءة.
كما شددوا على أهمية رفع الوعي لدى المربين والمجتمعات المحلية بشأن أعراض المرض وطرق الوقاية منه، مشيرين إلى أن استمرارية الدعم البيطري والرقابة الفاعلة تمثل عاملًا حاسمًا في الحد من الخسائر وحماية الأمن الغذائي وضمان استدامة الثروة الحيوانية في ليبيا.
(وال))