Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

العودة المدرسية تُثقل كاهل الأسر وشكاوى واسعة من ارتفاع الأسعار وغياب الرقابة

نشر بتاريخ:

تقرير -  طرابلس – 20 سبتمبر 2025 (وال) - عشية انطلاق العام الدراسي الجديد شهدت أسواق بيع الأدوات والزي المدرسي في العاصمة طرابلس وعدد من المدن الليبية ازدحامًا ملحوظا، وسط موجة غلاء أثقلت كاهل الأسر، ذات الدخل المحدود.

وبلغت نسبة الزيادة في أسعار المستلزمات المدرسية هذا العام ما بين 25% و30% مقارنة بالعام الماضي، ما شكل عبئًا إضافيًا على أولياء الأمور، في ظل استمرار ارتفاع أسعار السلع والخدمات للعام الخامس على التوالي، رغم تطبيق ما يعرف بـ"جدول المرتبات الموحد"، الذي لم ينعكس فعليًا على القدرة الشرائية للمواطن.

وخلال جولة ميدانية لفريق وكالة الأنباء الليبية (وال) شملت أسواق أحياء الظهرة، زاوية الدهماني، وغوط الشعال بطرابلس، عبر العديد من الأهالي عن استيائهم من الأسعار المرتفعة، لا سيما من لديهم أكثر من طفل في سن الدراسة.

مروة أيمن، أم لثلاثة أطفال، قالت لـ(وال): "أسعار هذا العام مرتفعة جدًا مقارنة بالعام الماضي. لدي أطفال في الصف الأول والسادس من التعليم الأساسي، وآخر في الإعدادي، وكل واحد يحتاج إلى أدوات وحقائب وزي مدرسي. ودخل زوجي لا يتجاوز 1200 دينار شهريًا، ولا يكفي لتغطية احتياجات المنزل، ما اضطره للعمل بسيارته الخاصة في نقل الركاب والبضائع بين طرابلس وتونس.".

أما محمد مصطفى، وهو أب لخمسة أطفال، فاتهم التجار باستغلال موسم العودة المدرسية لرفع الأسعار، في ظل غياب الرقابة، قائلا: "لا أستطيع شراء كافة الأدوات لأطفالي، وهاجسي الأكبر أن يرفضوا الذهاب إلى المدرسة مجددًا، كما حدث في العام الماضي، بسبب شعورهم بالنقص أمام زملائهم".

وبحسب مراسلة (وال) بلغ سعر دستة الكراسات المدرسية 15 دينارًا، بينما تبدأ أسعار الحقائب من 70 دينارا، بحسب الجودة والنوع، في حين بلغ سعر الزي المدرسي بين 90 و200 دينار، معظمها من خامات صناعية رديئة.

ويتوقع أن يلتحق أكثر من 2.5 مليون تلميذ وطالب بمختلف مراحل التعليم في ليبيا هذا العام، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن معدل الالتحاق بالتعليم الأساسي يبلغ 97%، وهو من أعلى المعدلات في المنطقة العربية والأفريقية.

وقال محمد المخزوم، صاحب مكتبة "الشرق" للقرطاسية، لـ(وال) إن هناك تراجعًا نسبيًا في حركة الشراء هذا العام، مرجعًا السبب إلى "الارتفاع الكبير في الأسعار، وأزمة السيولة التي يعاني منها المواطنون".

من جهته، أوضح محمد الفرجاني، المتخصص في بيع الحقائب المدرسية بسوق زاوية الدهماني، أن أسعار المستلزمات ترتفع سنويًا بنسبة تتراوح بين 10 و25%، نتيجة "ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، وارتفاع تكاليف الشحن والمواد الخام".

يشار إلى أن عدد المدارس في ليبيا يبلغ حوالي 5600 مدرسة، مع خطة لبناء 500 مدرسة جديدة، إلا أن كثيرًا منها يعاني من مشكلات في الصيانة، واكتظاظ الفصول الذي قد يصل إلى 45 تلميذًا في الصف الواحد، نتيجة النزوح من مناطق الصراع، وأثر إعصار "دانيال" الذي ضرب مدينة درنة قبل عامين.

كما أغلقت العديد من مصانع إنتاج الكراسات المحلية، أبرزها مصنع "المتميز"، الذي كان ينتج كراس "الممتاز"، ما أدى إلى اعتماد السوق بالكامل على الاستيراد، وتسبب في تضاعف الأسعار، وسط غياب صناعة محلية منافسة.

(وال)

متابعة وتصوير: فريق وكالة الأنباء الليبية