الذكرى الثانية لفيضان درنة.. شعب يتكاتف ومدينة تنبض بالإرادة .
نشر بتاريخ:
طرابلس، 11 سبتمبر 2025 ( وال ) – تحلّ اليوم الخميس الحادي عشر من شهر سبتمبر الذكرى الثانية لكارثة فيضانات درنة، الحدث الأليم الذي هزّ وجدان كل الليبيين، بعدما اجتاحت السيول العنيفة المدينة في ليلة مأساوية لا تُنسى، جرّاء العاصفة المتوسطية "دانيال" التي ضربت المنطقة الشرقية من البلاد في مثل هذا اليوم من عام 2023.
انهار حينها سدا وادي درنة، ليندفع الطوفان ويجتاح المدينة بارتفاعات تجاوزت عشرة أمتار، مخلفًا دمارًا واسعًا، وفقدان الآلاف من الأرواح، ونزوح عشرات الآلاف، وتدمير أحياء كاملة، وعزل المدينة عن محيطها لعدة أيام.
لقد كانت الكارثة أكبر من الكلمات، ومشهدها أعمق من الوصف، غير أن المأساة المروّعة كانت أيضًا لحظة فارقة في تاريخ التضامن الوطني، حين هبّ الليبيون من كل المدن والمناطق، يتسابقون لإغاثة أهلهم في درنة، في موقف إنساني وتاريخي جسّد أسمى معاني الأخوة والوحدة الوطنية.
وعلى الرغم من هول الفاجعة، فإن صمود أهالي درنة، وإصرارهم على الحياة، والتكاتف الشعبي والمؤسساتي لإعادة الإعمار، شكلوا جميعًا شهادة حية على قوة الإرادة الليبية وروح التحدي التي لا تُكسر.
وفي هذه الذكرى الأليمة، يتجدد الدعاء بالرحمة والمغفرة لشهداء درنة، والتضرع إلى الله تعالى أن يحفظ ليبيا وشعبها من كل مكروه، وألا تتكرر مثل هذه المآسي، وأن تظل درنة الزاهية، رمزًا دائمًا للصمود والأمل، شاهدة على أن الوطن وإن اشتدت عليه المحن، فإنه ينهض برجاله ونسائه، ويبني من بين الركام مستقبلًا أكثر أمانًا واستقرارًا.
.... (وال) ...