دراسة علمية : حبيبات الشاي الأخضر تُبشر بثورة في علاج السمنة .
نشر بتاريخ:
بكين، 6 سبتمبر 2025 ( وال ) – في تقدّم علمي يُنذر بإحداث تحوّل نوعي في أساليب مكافحة السمنة، أعلن باحثون من جامعة سيتشوان الصينية عن تطوير حبيبات دقيقة صالحة للأكل، مصنوعة من مستخلصات الشاي الأخضر والأعشاب البحرية، أظهرت فعالية واعدة في تقليل امتصاص الدهون وتعزيز فقدان الوزن، وذلك وفقًا لنتائج أولية مبشّرة.
وبحسب الدراسة، تحتوي الحبيبات على مركبات نشطة، أبرزها البوليفينولات المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة، إلى جانب فيتامين E. وقد تم تغليف هذه الحبيبات بطبقة بوليمرية طبيعية مستخلصة من الأعشاب البحرية، تَحول دون تحللها في المعدة، وتُطلق المواد الفعالة عند وصولها إلى الأمعاء.
وتعمل هذه المواد على الارتباط بالدهون ومنع امتصاصها في الجسم، ما يؤدي إلى التخلص منها بطريقة طبيعية عبر البراز.
وخلال تجارب مخبرية أُجريت على فئران خضعت لنظام غذائي غني بالدهون، سجّلت المجموعة التي تلقت الحبيبات انخفاضًا في الوزن بنسبة بلغت 17% مقارنةً بالمجموعة الضابطة، التي لم تُظهر تغيرًا يُذكر. كما أظهرت النتائج انخفاضًا في كتلة الدهون، وتحسنًا في مؤشرات صحة الكبد، إلى جانب ارتفاع محتوى الدهون في البراز، مما يعزز فعالية هذه الحبيبات في تقليل امتصاص الدهون دون التسبب في آثار جانبية ضارة.
ويرى الباحثون أن هذا الابتكار يُمثّل خطوة واعدة نحو توفير بدائل طبيعية وآمنة لبرامج إنقاص الوزن، بعيدًا عن التدخلات الجراحية أو العقاقير الكيميائية ذات الآثار السلبية، لا سيما مع سهولة استخدامه وانخفاض تكلفته.
وقد بدأت جامعة سيتشوان بالفعل المرحلة الأولى من التجارب السريرية على البشر، على أن تُنشر نتائجها الأولية خلال العام المقبل. وفي حال أثبتت هذه التجارب فاعلية الحبيبات وسلامتها، فإنها قد تُحدث نقلة نوعية في علاج السمنة على المستوى العالمي.
يُذكر أن الشاي الأخضر يحتوي على نسبة عالية من البوليفينولات، التي أظهرت دراسات عديدة قدرتها على تعزيز عمليات الأيض، وتحسين صحة القلب، وتقليل الالتهابات، فضلًا عن دورها في المساعدة على حرق الدهون.
وفي هذا السياق، تشير دراسة منشورة في مكتبة الطب الوطنية الأميركية (PubMed) إلى أن البوليفينولات تُسهم بفاعلية في تسريع استهلاك الطاقة، مما يعزز جدوى استخدامها ضمن حلول طبية وتغذوية حديثة.
وتُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية عالميًا، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن معدلاتها قد تضاعفت منذ عام 1975، وتشكل عامل خطر رئيسيًا للإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان. ومن هذا المنطلق، يُنظر إلى هذا الابتكار بوصفه خطوة استراتيجية واعدة للحد من أعباء الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن، وتعزيز الصحة العامة على الصعيد العالمي.... ( وال ) ...