غزة تحت النار : الاحتلال يواصل القصف ويطالب السكان بالرحيل جنوبًا .

غزة، 6 سبتمبر 2025 ( وال) – جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، دعوتها لسكان مدينة غزة لإخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا نحو منطقة المواصي في محافظة خان يونس، في ظل تصعيد جوي ومدفعي مكثف يستهدف مناطق سكنية مدمرة بالأساس، ما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا وتفاقم حجم الدمار.

ونشرت قوات الاحتلال عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات دعت فيها جميع المتواجدين في مدينة غزة إلى "التحرك جنوبًا نحو منطقة المواصي"، واصفةً إياها بـ"المنطقة الإنسانية"، في وقت تؤكد فيه الوقائع الميدانية عدم وجود أي مناطق آمنة داخل القطاع.

وبحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تشهد تدهورًا كارثيًا، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر منذ الثاني من مارس الماضي، ما أدى إلى انقطاع شبه تام في إمدادات الغذاء والدواء والوقود، وارتفاع معدلات الجوع والمرض، وسط نزوح قسري طال نحو 1.5 مليون شخص من أصل 2.4 مليون نسمة.

وتعاني آلاف العائلات النازحة من ظروف إنسانية بالغة القسوة، حيث تواجه صعوبات كبيرة في تأمين المأوى، ونقل المرضى وكبار السن، في وقت تتعرض فيه حتى المؤسسات المدنية والدولية للاستهداف، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومقار الأمم المتحدة، التي تحوّلت إلى مراكز إيواء مؤقتة.

ويواجه جيش الاحتلال اتهامات دولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، شملت عمليات قتل وتدمير وتجويع وتهجير قسري، رغم صدور أوامر قضائية من محكمة العدل الدولية تطالب بوقف هذه الانتهاكات فورًا.

ووفقًا لإحصائيات فلسطينية رسمية، فقد أسفرت الحرب المتواصلة منذ أكثر من 700 يوم عن استشهاد وإصابة أكثر من 200 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 12 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون خطر المجاعة في ظل غياب أي أفق إنساني أو سياسي للحل.

وأثارت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن "خطة لتهجير سكان القطاع"، موجة استنكار واسعة على المستويين العربي والدولي، وسط تحذيرات من محاولات فرض واقع جديد عبر سياسة التهجير القسري، ما يُنذر بعواقب إنسانية وسياسية خطيرة.

... (وال) ...