( وال - تقرير ) : مياه الصرف الصحي أزمة متفاقمة وسط غياب الحلول .
نشر بتاريخ:
متابعة وتصوير ساسية اعميد – أميرة التومي.
طرابلس 03 سبتمبر 2025 (وال) – تواجه كافة المدن والقرى الليبية أزمة متفاقمة وتحديات جمة منذ عقود في مجال الصرف الصحي بسبب تدهور الشبكات القديمة والبناء العشوائي الناجم عن النمو الديمغرافي وغياب التخطيط العمراني وتعطل حركة التنمية وتطوير البنى التحتية جراء الانقسام السياسي إلى جانب انعدام الوعي لدى غالبية المواطنين في الحفاظ على البيئة بالتوقف عن القاء المخلفات البلاستيكية (قوارير وأكواب وأكياس وما إليها) في الطرقات العامة ما يتسبب في انسداد الشبكات المتهالكة أصلا.
وقال مدير مكتب الأعلام للشركة العامة للمياه والصرف الصحي، محمد كريم، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، اليوم الأربعاء، إن الشركة تبذل كل ما في وسعها من جهود وفق الإمكانيات المتاحة لها للقيام بمهامها إلا أن شبكات الصرف الصحي في ليبيا قديمة وتتعرض علاوة على ذلك للكثير من الانتهاكات منها سرقة أغطية فتحات أنظمة الصرف الصحي والمجاري التي تحمي من الانسدادات، وعدم التزام المواطنين بالحفاظ على البيئة وقيام القاطنين بالقرب من الطرق الرئيسية بتوصيلات غير شرعية لضخ مياه الآبار السوداء في شبكات تصريف المياه.
وأضاف أن تغير المناخ يُنذر بتساقطات مطرية مهمة هذه السنة قد تفوق طاقة استيعاب شبكات الصرف الصحي ما سيتسبب في تجمع مياه الأمطار خاصة في المناطق المنخفضة مشيرا إلى أن الشركة أطلقت في هذا الصدد يوم 20 أغسطس الماضي حملة واسعة النطاق على مستوى البلاد لتنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار، ستستمر إلى ربيع 2026 إلى جانب تخصيص الصهاريج الخاصة بشفط المياه لتحرير السير على الطرقات.
وبسؤاله عن مشاريع تطوير شبكات الصرف الصحي، قال إن الشركة مسؤولة عن تشغيل وصيانة الشبكة العامة وابتكار الحلول مشيرا إلى أن مشاريع البنية التحتية من اختصاص الوزارات المعنية ومع ذلك قامت الشركة، بحسب قوله، بالعديد من المخاطبات والمراسلات لتطوير الشبكة نظرا لتوسع البناء والنمو الديمغرافي وتنامي حركة النزوح واللجوء نحو المدن الكبرى.
ودعا كريم إلى ضرورة العمل على تحديث وتوسيع شبكات الصرف الصحي لمواكبة النمو السكاني والمتغيرات المناخية، ومتابعة حركة التوسع العمراني العشوائية وإعادة تأهيل الشبكات القائمة والبدء في بناء شبكات جديدة وتخصيص الموارد المالية الكافية للإصلاح والتطوير وإعادة التأهيل.
يُذكر أن مشكلة الصرف الصحي في ليبيا تطفو على السطح مع كل موسم للأمطار وأدت خلال السنوات الماضية إلى تعطيل الدراسة لعدة أيام ووقف العمل بسبب غرق الطرقات الرئيسية ما يكشف عجز شبكة الصرف الصحي التي تعود في أجزاء منها إلى حقبة الاستعمار الإيطالي، عن استيعاب مياه الأمطار. أما ما يتعلق بمياه الصرف الصحي المنزلي فتلك طامة كبرى باتت تشكل خطرا على الصحة العامة جراء تلوث البيئة حيث يؤكد المختصون أن أكثر من 90 في المائة من مياه الصرف الصحي المنزلي يكون مصيرها إما في الأرض، من خلال الآبار السوداء، أو تضخ في البحر دون معالجتها جراء تعطل معظم محطات معالجة مياه الصرف الصحي في أنحاء البلاد.
(وال)..