Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

الرئيس الصيني يعلن في قمة منظمة شنغهاي للتعاون عن مبادرة الحوكمة العالمية لصيانة السلام والتنمية في العالم

نشر بتاريخ:

طرابلس 02 سبتمبر 2025 (وال) – اعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ " امس الاثنين مبادرة الحوكمة العالمية خلال اجتماع "منظمة شانغهاي للتعاون بلس" المنعقد في مدينة تيانجين.

 وقال "شي جين بينغ " في كلمته خلال الاجتماع إن بلاده مستعدة للعمل مع كافة الدول سويا على الدفع ببناء منظومة حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا، والمضي قدما يدا بيد نحو مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وطالب الرئيس الصيني في كلمته بضرورة تنفيذ خمس أولويات رئيسية لتعزيز الحوكمة العالمية أولها ضمان المساواة السيادية لجميع الدول، بحيث تتمكن كل دولة – بغض النظر عن حجمها أو قوتها أو حجم اقتصادها – من المشاركة على قدم المساواة في صنع القرار والاستفادة من نتائج الحوكمة العالمية، داعيًا إلى تعزيز الديموقراطية في العلاقات الدولية، ورفع مستوى تمثيل الدول النامية وحقوقها في التصويت والتأثير.

بينما الأولوية الثانية هي ضرورة التمسك الصارم بالقانون الدولي، واحترام مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة بشكل تام، والتقيد بالقواعد والمعايير المعترف بها دوليًا، مع رفض تطبيق المعايير المزدوجة، ورفض فرض القواعد الداخلية لدولة ما على باقي المجتمع الدولي.

في حين دعت الأولوية الثالثة إلى تفعيل مبدأ التعددية الحقيقية، والتمسك بمفهوم الحوكمة العالمية القائم على المشاورات المشتركة، والدفاع الحازم عن سلطة وموقع الأمم المتحدة، واستثمار الدور المركزي والمحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه للمنظمة في إدارة الشؤون العالمية.

بينما استندت الأولوية الرابعة على اعتماد نهج يركّز على الإنسان، من خلال إصلاح وتطوير منظومة الحوكمة العالمية، لضمان استفادة جميع شعوب العالم من نتائج هذه الحوكمة بشكل عادل، وتعزيز القدرة الجماعية على مواجهة التحديات الإنسانية، وتقليل الفجوة التنموية بين الشمال والجنوب، وحماية المصالح المشروعة لجميع الدول.

ودعت الأولوية الخامسة من المبادرة إلى ضرورة تعزيز التعاون العالمي في مواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ، والأوبئة، والأمن السيبراني، والهجرة، عبر آليات تعاونية متعددة الأطراف، وبناء منظومة عالمية أكثر شفافية وشمولية واستدامة.

وشدد الرئيس الصيني في كلمته على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تضافر جهود جميع الدول، بما يرسّخ أسس السلام والاستقرار والتنمية الشاملة في العالم

وأكدت الورقة المفاهيمية الصادرة بعد القمة أن الأوضاع الدولية تشهد تغيرات واضطرابات متشابكة في الوقت الراهن، حيث تتعرض الأمم المتحدة وتعددية الأطراف لصدمات، مع زيادة عجز الحوكمة العالمية باستمرار.

وأشارت إلى وجود قصور في الآلية الدولية القائمة في ثلاثة مجالات؛ الأول هو النقص الخطير في تمثيل الجنوب العالمي، حيث إنه في ظل التصاعد الجماعي لدول الأسواق الناشئة والدول النامية، من الضروري زيادة تمثيل الجنوب العالمي وتصحيح الظلم التاريخي بينما المجال الثاني هو تآكل السلطة حيث لم يتم الالتزام بمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة بشكل فعال كما أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي تتعرض للمعارضة، وتنتهك العقوبات الأحادية الجانب وغيرها من الممارسات القانون الدولي وتقوض النظام الدولي ، بينما المجال الثالث هو الحاجة الملحة لزيادة الفعالية حيث تأخرت عملية تطبيق أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة بشكل كبير.

وشددت جمهورية الصين الشعبية كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وأكبر بلد نام على أنها تعمل بكل ثبات على بناء السلام العالمي والمساهمة في التنمية العالمية وصيانة النظام الدولي وتوفير المنافع العامة.

وبحسب الورقة فان جمهورية الصين الشعبية تسعى من خلال طرح مبادرة الحوكمة العالمية إلى التركيز على السؤال العصري المتمثل في " ما هي منظومة الحوكمة العالمية التي سنبنيها، وكيفية إصلاح وتحسين الحوكمة العالمية " ، والدفع بإنشاء منظومة أكثر إنصافا وعدلا للحوكمة العالمية، والمضي قدما يدا بيد نحو مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، التزاما بالمرجعية الأساسية من الحفاظ على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتطبيق مفهوم الحوكمة العالمية المتسمة بالتشاور والتعاون والنفع للجميع.

وطرحت الورقة المفاهيم الأساسية للمبادرة، وفي مقدمتها الالتزام بالمساواة في السيادة باعتبارها الشرط المسبق الأبرز للحوكمة العالمية، والالتزام بسيادة القانون الدولي كضمان أساسي للحوكمة العالمية، والالتزام بتعددية الأطراف كمسار رئيسي، والالتزام بوضع الشعب في المقام الأول باعتباره القيمة الأساسية، إلى جانب الالتزام بتحقيق نتائج ملموسة بوصفه مبدأ هامًا للحوكمة العالمية.

وتعد مبادرة الحوكمة العالمية مبادرة هامة أخرى طرحتها جمهورية الصين الشعبية بعد مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية حيث تركز مبادرة التنمية العالمية على تعزيز التعاون الإنمائي الدولي، وتهدف مبادرة الأمن العالمي إلى حل النزاعات الدولية عبر الحوار والتشاور، وتعمل مبادرة الحضارة العالمية على تعزيز التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، وتستهدف مبادرة الحوكمة العالمية تحديد الاتجاه والمبادئ والمسار لإصلاح منظومة الحوكمة العالمية وآلياتها. لكل من هذه المبادرات الأربع أولوياتها وسيتم تنفيذها بالتوازي، بما يضخ المزيد من الطاقة الإيجابية للعالم المتغير والمضطرب من جوانب مختلفة، ويقدم قوة دافعة أقوى لتطور البشرية وتقدمها.

وأكدت الورقة أن الالتزامات الخمسة تنبع من المقاصد والمبادئ لميثاق الأمم المتحدة، وتتوافق مع التطلعات المشتركة للأغلبية العظمى من الدول، مشددة على أن الإصلاح لا يعني إسقاط النظام الدولي القائم أو إنشاء نظام جديد، بل تعزيز كفاءته وفعاليته وتمكينه من التكيف مع المتغيرات الدولية ومواجهة التحديات العالمية بشكل أفضل، وخدمة مصالح جميع الدول وخاصة الدول النامية.

وجددت جمهورية الصين الشعبية من خلال هذه الورقة موقفها الثابت بأنها ستظل تدافع بحزم عن المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزًا لها، وعن النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، كما أنها ستقف إلى جانب الاتجاه الصحيح لتقدم التاريخ، والسير يدًا بيد مع كافة القوى المتقدمة في العالم للدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وبذل جهود دؤوبة من أجل قضية السلام والتنمية العالمية.

وأشارت الورقة إلى أن بكين ستكرس روح الأصالة والابتكار والانفتاح والشمولية، وتلتزم بمبادئ التشاور والتعاون والنفع للجميع، وتعمل على تعزيز التواصل والتنسيق مع مختلف الأطراف وحشد التوافقات الواسعة ضمن إطار المبادرة، بما يسهم في تنويع السبل لإصلاح واستكمال الحوكمة العالمية باستمرار.

وبحسب ما جاء في الورقة فإن جمهورية الصين الشعبية ستعتمد على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والآليات المتعددة الأطراف الإقليمية وشبه الإقليمية ذات الصلة، وتتخذ خطوات عملية مع جميع الأطراف للمساهمة في إصلاح واستكمال الحوكمة العالمية، مع إعطاء الأولوية للتعاون في مجالات إصلاح الهيكل المالي الدولي، الذكاء الاصطناعي، الفضاء السيبراني، تغير المناخ، التجارة، والفضاء الخارجي، بالإضافة إلى دعم الأمم المتحدة لتنفيذ ميثاق المستقبل وغيره، بما يضمن تحقيق نتائج مبكرة وملموسة.

واختتمت الورقة بالتأكيد على أن البشرية باتت تعيش في مجتمع مستقبل مشترك مترابط بشكل وثيق، وأن تعزيز الحوكمة العالمية يمثل الخيار الصحيح للمجتمع الدولي لتقاسم الفرص التنموية ومواجهة التحديات المشتركة.

...(وال ) ...