Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

دراسة تربط بين تغير المناخ وحرائق غير مسبوقة في اليونان وتركيا وقبرص.

نشر بتاريخ:

أثينا، 28 أغسطس 2025 (وال) – خلصت دراسة دولية حديثة نُشرت اليوم، الخميس، إلى أن تغير المناخ كان عاملًا رئيسًا في زيادة حدة وشراسة حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق واسعة من تركيا واليونان وقبرص خلال صيف العام الجاري، في ظل درجات حرارة قياسية وجفاف غير مسبوق.

وأظهرت الدراسة، التي أعدّتها منظمة "نسب الطقس العالمي" (World Weather Attribution)، أن موجات الحرّ الشديدة وتراجع كميات الأمطار ساهمت بشكل مباشر في اندلاع مئات الحرائق، التي أسفرت عن مقتل 20 شخصًا، ونزوح أكثر من 80 ألفًا، وتدمير ما يزيد عن مليون هكتار من الغابات، أي ما يعادل نحو 2.47 مليون فدان.

وتعد حرائق هذا العام هي الأشد منذ بدء توثيق حرائق الغابات في القارة الأوروبية، حيث أشارت الدراسة إلى أن شدتها زادت بنسبة 22% مقارنة بالأعوام السابقة، مما يجعل صيف 2025 أحد أكثر المواسم دمارًا على الصعيد البيئي والاقتصادي.

وقال الباحث "تيودور كيپينج"، من مركز السياسات البيئية بكلية "إمبريال كوليدج" في لندن:

"تشير بياناتنا إلى أن الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري أدى إلى ظروف أكثر حرارة وجفافًا بشكل ملحوظ، ومع تسجيل ارتفاع بدرجة 1.3 مئوية حتى الآن، نشهد أنماطًا جديدة من سلوكيات الحرائق، تعجز أمامها إمكانيات فرق الإطفاء التقليدية".

وحذّر "كيپينج" من أن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري دون تسريع خطط التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة قد يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 3 درجات مئوية بنهاية القرن، ما سيجعل حرائق الغابات أكثر تواترًا وتدميرًا.

وتأتي هذه النتائج في وقت سجلت فيه مناطق شرق البحر المتوسط، خاصة خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، ترافقت مع جفاف شديد ورياح قوية ساهمت في اتساع رقعة الحرائق وصعوبة السيطرة عليها.

ويشكل هذا التقرير دعوة ملحّة لصنّاع القرار في أوروبا والعالم لتكثيف الجهود المناخية والحد من الانبعاثات الكربونية، وتطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع كوارث الغابات، التي باتت تمثّل تهديدًا متزايدًا للبيئة والاقتصاد والمجتمعات المحلية.

....( وال ) ....