العائب: مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة على رأس أولويات السيسا

بنغازي 26 أغسطس 2025م (وال) – أكد رئيس جهاز المخابرات العامة الليبية، ورئيس منظمة السيسا، الفريق أول حسين العائب، أن مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة تمثل أولوية قصوى في أجندة لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية (السيسا).

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش فعاليات المؤتمر العشرين للجنة، الذي تستضيفه مدينة بنغازي في الفترة من 20 إلى 27 أغسطس الجاري، تحت شعار “منع الصراعات والحروب العنيفة في أفريقيا”.

وأشار العائب إلى أن اللجنة تؤدي دورًا محوريًا في دعم الأمن والمصالحة داخل القارة، وفتح قنوات الحوار بين مختلف الأطراف الأفريقية، مشددًا على أن معالجة الإشكاليات الأمنية في دول الساحل ستتم عبر تنسيق شامل بين الدول الأعضاء، وقد جرى بالفعل تشكيل لجان متخصصة للتعامل مع هذه الملفات.

وأضاف أن شعار الدورة الحالية يعكس جوهر مهام السيسا، وأن أجهزة المخابرات الأفريقية تمتلك من شبكة العلاقات والقدرات ما يمكّنها من طرح حلول عملية للأزمات، مشيرًا إلى أن اللجنة تسعى لأن تكون شريكًا فاعلًا للمجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والدول المتقدمة، في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

وأوضح أن السيسا ستعمل على تعزيز تعاونها الإعلامي عبر منسقها الإعلامي، لضمان حضور فاعل في المحافل الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن هدف اللجنة هو راحة المواطن الأفريقي وضمان استقراره.

كما شدد العائب على أهمية التصدي لظواهر استقطاب الشباب من قبل الحركات المتطرفة، والهجرة غير الشرعية، وتهريب البشر، قائلًا إن “المواطن الأفريقي يجب أن يعيش حرًا وكريمًا، وإذا أراد مغادرة بلاده، فليكن ذلك عبر طرق رسمية تحافظ على كرامته”، مؤكدًا أن شبكات الهجرة غير النظامية كثيرًا ما تكون وسيلة لاختراق القارة من قبل تنظيمات إرهابية.

وكشف عن رصد حالات لمجموعات مطلوبة دوليًا لتورطها في أنشطة إرهابية، بينها جماعات مرتبطة بمنظمات مثل “البلاك بيرد” و”الميتشي”، محذرًا من خطورة هذه الظاهرة على أمن القارة واستقرارها.

وجدد العائب تأكيده على أن الأمن والسلام والاستقرار ستظل في مقدمة أولويات السيسا، التي تعمل على تقديم التسهيلات الأمنية اللازمة داخل القارة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن ليبيا دولة ذات سيادة ولا تقبل بأي تدخل خارجي في شؤونها، وأن دور السيسا يقتصر على تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف.

ويُعد ترؤس جهاز المخابرات الليبية لهذه الدورة تتويجًا لجهود ليبيا في استعادة موقعها الإقليمي والدولي، لا سيما عقب ما حققته من نجاحات في مجال مكافحة الإرهاب والأنشطة الهدامة، وهو ما انعكس في تقارير إيجابية صادرة عن مجلس الأمن الدولي.

ويخصص المؤتمر هذا العام لوضع آليات فعالة لمنع الصراعات والحروب العنيفة، وبناء استراتيجية متكاملة لمعالجة أسباب النزاعات، في إطار هدف اللجنة نحو تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في أفريقيا.