المختبر الطبي المرجعي طرابلس رغم التطور الذي شهده غير أن التحديات لا تزال قائمة.
نشر بتاريخ:
طرابلس 21 أغسطس 2025 (وال) - تخفي البوابة الرئيسية الجميلة والبسيطة في هندستها للمختبر الطبي المرجعي بشارع الجمهورية بطرابلس خلفها خلايا نحل من الأطباء والعناصر الطبية والفنيين العاملين في هذا الصرح الطبي الهام، وأقساما عديدة مجهزة بمعدات حديثة إلى حد ما، وطوابير طويلة من المواطنين والوافدين الساعين للحصول على نتائج تحاليل مخبرية وشهادات صحية.
يتوفر المختبر المرجعي الطبي الذي يعود تأسيسه إلى ثلاثينيات القرن الماضي إبان الاحتلال الإيطالي، على عدة أقسام ووحدات، أبرزها، الكيمياء السريرية، الهرمون، الأمصال والمناعة، الأحياء الدقيقة، الطفيليات، الفيروسات، الهرمون، أبحاث الدم، أمراض الذكورة، الدرن الخامل، البول العادي، مكتب الجودة وسلامة المريض، الاستقبال والتسجيل.
ويقدم خدمات متصلة بتحليل، الهرمونات، وضائف الكبد، الأنزيمات، السكر العادي والتراكمي، تعداد الدم الكامل والتجلط، العقم، الدرن الخامل، البول العادي والمزرعة، المسحات والمزرعة، البراز والمزرعة، والتحاليل الخاصة بالشهادة الصحية لغرض العمل، وشهادة إتمام إبرام عقود الزواج.
وقال مدير المختبر الطبي المرجعي طرابلس، الدكتور ناصر السايح، في لقاء مع فريق لوكالة الأنباء الليبية (وال) زار هذه المؤسسة الصحية وتجول في أقسامها واستطلع آراء مواطنين ووافدين، إن المختبر الذي تأسس في ثلاثينيات القرن الماضي، اكتسب خبرة عملية على مر السنين وقام بتحسين خدماته لضمان أعلى معايير التحاليل التي تحتاجها المستشفيات والمراكز الصحية لرعاية المرضى.
وأضاف السايح أن المختبر المرجعي رغم التطور الذي شهده في تحديث معدات العمل وتطوير أساليبه الفنية والإدارية إلا أنه لا يزال يواجه تحديات كثيرة أبرزها تذبذب توريد المشغلات ونقص العناصر الطبية والطبية المساعدة مع تزايد عدد المترددين على المختبر من المواطنين والعمالة الوافدة والمهاجرين غير الشرعيين، مؤكدا أن المختبر يتعامل يوميا مع ما بين 600 و1000 حالة.
وأوضح أن المختبر باعتباره مؤسسة معتمدة من الدولة في إجراء التحاليل ويعمل وفق بروتوكول محدد في إجراء التحاليل الطبية قائم على اتباع ما نصت عليه القوانين واللوائح الصحية ومنظمة الصحة العالمية وبعض البروتوكولات الأخرى التي تساعد في عملية جودة النتائج، تواجهه زيادة في طلب الخدمات إلا أن المعضلة تبقى في المشغلات التي لا تتناسب مع الطلب القائم والمتزايد كل يوم.
وجاء في إحصائية للمختبر المرجعي للنصف الأول من العام 2025، اطلعت عليها (وال)، أن التحاليل خلال هذه الفترة شملت 53631 تحليلا للأمصال والمناعـــــة، 52348 للكيمياء السريرية، 1127 للطفيليات، 298 للفيروسات، 6679 للهرمون، 9723 لأبحاث الدم، 1325 للأحياء الدقيقة، و100 لنقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، و135 لفيروس الوباء الكبدي (سي)، و309 لالتهاب الوباء الكبدي (بي)، و34502 للتحاليل الخاصة بشهادة عقد القران، و110031 للتحاليل الخاصة بالشهادة الصحية لغرض العمل.
ودعا السايح في سياق متصل إلى دعم المختبر بضخ دماء جديدة من العناصر الطبية والطبية المساعدة والعناصر الفنية والاستشاريين ذوي الخبرة ومن الخريجين الجدد مشيرا إلى أن إدارته تعمل على التواصل مع إدارة المختبرات بوزارة الصحة لاعتماد ملاك وظيفي جديد للمختبر حتى يتمكن من تقديم خدمات أفضل إلى جانب تدريب عناصر المختبر لمواكبة التطور والعولمة الحاصلة في العالم.
ويرى متخصصون تواصلت معهم وكالة الأنباء الليبية أن المختبر المرجعي الطبي مؤسسة طبية بالغة الأهمية نظرا للوضع الحساس الذي تمر به ليبيا الناجم عن زيادة تدفق المهاجرين غير الشرعيين بعشرات الآلاف وقد يكون بينهم من يحمل أمراضا معدية مثل الالتهاب الكبدي ونقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ما يشكل خطرا على الصحة العامة.
وأكد الدكتور السايح أن المختبر اكتشف حالات عدة من الحالات الموجبة وبسؤاله عن كيفية التعامل معها أشار إلى أنه يتم تسليمها إلى الجهات الضبطية لاتخاذ الإجراءات القانونية بدء من الحجر الصحي إلى الترحيل متسائلا في هذا الصدد على سبيل المثال ما مصير المواطن أو الوافد الذي يتردد على عيادة للأسنان يكون الشخص الذي سبقه مصابا بمرض معد ولم يتم تعقيم المعدات، وما مصير سيدة تضع مولودا في مكان قد يكون ملوثا.
وقالت إحدى الممرضات فضلت عدم الكشف عن هويتها إن العناصر الطبية والطبية المساعدة يعملون في ظروف تتسم بالخطورة نظرا لوجود حالات موجبة لأشخاص من الجنسين لا يعلمون أنهم مصابون خاصة في صفوف المترددين على المختبر لغرض الحصول على الشهادة الخاصة بعقد القران أو الذين يسعون للحصول على الشهادة الطبية الخاصة بالعمل.
وقالت المعاونة الصحية في المختبر المرجعي لـ (وال)، رمضانة صالح أحمد "أعمل في قسم تسليم العينات لقسم المناعة والأقسام الأخرى. لا يوجد لدينا تأخير في العينات إلا لأسباب بسيطة مثل إعادة سحب الدم بسبب تجلط العينة أو جراء بعض الأعطال الفنية ويتم تسليم النتيجة عن طريق خدمة الواتساب ومن ليس لديه هذا البرنامج يحضر في اليوم الثاني للاستلام، والعمل داخل المرجعي مستمر دون توقف، وكل العينات يتم تسجيلها وحفظها".
وأفاد أيمن مسعود، (طالب ليبي 20 عاما) التقته (وال) في طابور من 50 شخصا خاص بالحصول على الشهادة الصحية لغرض العمل، أنه جاء إلى المختبر المرجعي بهدف الحصول على هذه الشهادة التي يجب أن تكون ضمن الملف الذي قدمه للحصول على فرصة عمل في إحدى الشركات.
وصرحت المواطنة السودانية، فردوس إبراهيم، أنها متواجدة في ليبيا منذ أكثر من عام (لاجئة بسبب الحرب في بلادها)، وجاءت إلى المختبر المرجعي لإتمام التحاليل الخاصة بشهادة العمل مؤكدة أن هذه الشهادة مهمة لضمان سلامتها وسلامة الجهة التي ستعمل لديها غير أنها اشتكت من طول مدة الانتظار للحصول على الشهادة.
يُذكر أن المختبرات الطبية تلعب دورا مهما في اكتشاف الأمراض والأوبئة ومتابعة تطورها وانتشارها والمساعدة من خلال الفحوص والاختبارات في السيطرة ومكافحة تلك الأمراض والاوبئة، وتقدم خدمة للبحث العلمي الطبي من خلال إجراء الاختبارات والفحوص الطبية وتقديم بيانات وإحصائيات ونتائج مهمة تفيد في الأبحاث المتعلقة بالأمراض وتطورها.
وتسعى المختبرات الطبية إلى إعطاء نتائج تحليلية صحيحة ودقيقة وإلى إثبات مستوى الدقة والصحة التي تتميز بها نتائجها، ويتحقق ذلك من خلال تطبيق نظم ضمان الجودة وإدخال آليات ضبط الجودة في العمليات التحليلية اليومية بشكل منهجي ومنظم.
ويؤكد المختصون أن أهمية المختبرات الطبية المرجعية تكمن في دورها المحوري في دعم التشخيص الدقيق للأمراض، ومراقبة العلاج، والكشف المبكر عن الأوبئة، وتقديم البيانات الحيوية للبحث العلمي، وتطوير المعايير المرجعية للفحوصات، ما يساهم بشكل أساسي في تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى. (وال)
متابعة وتصوير: أميرة التومي، زهرة الفيتوري، محمد الزرقاني .. (وال)