استقرار أسعار النفط وسط مخاوف من زيادة المعروض وتعطل الإمدادات الروسية.
نشر بتاريخ:
لندن، 5 أغسطس 2025 ( وال) -استقرت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، بعد ثلاثة أيام متتالية من التراجع، وسط تزايد المخاوف بشأن فائض المعروض في الأسواق، عقب اتفاق مجموعة "أوبك+" على زيادة جديدة وكبيرة في الإنتاج بدءاً من سبتمبر/أيلول المقبل. غير أن القلق من احتمال تعطل الإمدادات الروسية أسهم في كبح تراجع الأسعار.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 68.76 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 00:36 بتوقيت غرينتش، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتين، أي بنسبة 0.03%، إلى 66.27 دولاراً للبرميل.
وكان الخامان قد انخفضا بأكثر من 1% في جلسة يوم الإثنين، ليغلقا عند أدنى مستوياتهما في أسبوع، بحسب بيانات وكالة "رويترز".
وتضخ مجموعة "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها، نحو نصف الإنتاج العالمي من الخام. وبعد سنوات من خفض الإنتاج لدعم الأسعار، عمدت المجموعة هذا العام إلى زيادات متتالية في الإمدادات، سعياً لاستعادة حصصها السوقية.
وفي أحدث قراراتها، أعلنت "أوبك+" يوم الأحد عن رفع الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يومياً خلال سبتمبر/أيلول، في خطوة تمثل إلغاءً مبكراً لأكبر شريحة من التخفيضات التي أقرتها سابقاً. وبلغت التخفيضات الملغاة نحو 2.5 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 2.4% من الطلب العالمي، إلا أن محللين يحذرون من أن الكميات الفعلية التي ستصل إلى السوق ستكون أقل من الرقم المعلن.
على صعيد آخر، تشهد السوق حالة من الترقب مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، لا سيما بعد مطالبة الولايات المتحدة للهند بوقف مشترياتها من النفط الروسي، في إطار مساعي واشنطن للضغط على موسكو للتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا.
ويهدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية ثانوية تصل إلى 100% على الدول المستمرة في استيراد النفط الروسي، في أعقاب قرار سابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من الهند في يوليو/تموز الماضي.
وتُعد الهند أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحراً، حيث أظهرت بيانات تجارية أن وارداتها بلغت نحو 1.75 مليون برميل يومياً خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2025، بزيادة قدرها 1% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي هذا السياق، كتب كبير محللي السلع الأولية في "إيه.إن.زد"، دانيال هاينز، في مذكرة تحليلية:
"منذ غزو أوكرانيا عام 2022، أصبحت الهند أحد أبرز المشترين لنفط الكرملين. وأي اضطراب في هذه المشتريات سيدفع روسيا إلى البحث عن مشترين جدد ضمن دائرة تتقلص من الحلفاء."
في الأثناء، يترقب المستثمرون عن كثب تطورات محتملة بشأن الرسوم الجمركية الجديدة التي تفرضها واشنطن على شركائها التجاريين، وسط مخاوف من أن تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي وتُضعف وتيرة الطلب على الوقود.
....( وال ) ....