دراسة علمية حديثة تكشف تحديات وفرص الزراعة في جنوب ليبيا.
نشر بتاريخ:
وأعد الدراسة كل من أعضاء هيئة التدريس محمد سليم من جامعة وادي الشاطئ، وباسم أحمد الناكرة من جامعة الكفرة، والباحث جمعة عمارة من المعهد العالي بتمزاوة، حيث استندت إلى بيانات ميدانية جمعت من أكثر من 60 جهة فاعلة، شملت مقابلات مباشرة، مجموعات نقاش، وزيارات ميدانية ميدانية.
وتبين من نتائج الدراسة تفاوتا واضحا في الإنتاجية والوصول إلى الأسواق بين البلديات الثلاث، إذ سجلت بلدية سبها أعلى معدلات الإنتاج الزراعي، حيث بلغ إنتاج القمح فيها 4.2 طن للهكتار، مقابل 3.0 طن للهكتار في بلدية مرزق.
كما لوحظت خسائر ما بعد الحصاد بنسبة مرتفعة وصلت إلى 40 في المائة في المحاصيل القابلة للتلف، نتيجة غياب أنظمة التبريد المناسبة وسوء عمليات المناولة.
وأشار عميد كلية الزراعة بجامعة الكفرة باسم الناكرة، إلى أن بلدية سبها تفوقت أيضا في مؤشرات وصول المدخلات الزراعية (7.5 من 10) والنفاذ إلى الأسواق (8.1 من 10)، مقارنة بأداء أقل في مرزق، ما يعكس وجود تباينات في البنية التحتية الزراعية وسلاسل التوريد بين المناطق.
واعتمدت الدراسة على مؤشرين اقتصاديين رئيسيين هما القيمة المضافة الإجمالية، ونسبة القيمة المضافة لقياس الأداء الاقتصادي للقطاع الزراعي.
وبين الناكرة أن إنتاج العسل في سبها حقق نسبة ” فار” بلغت 150 في المائة،، مقابل 44 في المائة فقط لزراعة الخضروات في مرزق، مما يبين ضعف سلاسل القيمة وقصورا في الاستغلال الأمثل للموارد الزراعية.
وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز سبل العيش الريفي وتحقيق تنمية زراعية مستدامة في جنوب ليبيا، وأبرزها الاستثمار في سلاسل التبريد والتخزين للحد من الفاقد بعد الحصاد، وتفعيل دور التعاونيات الزراعية لتحسين التنسيق وزيادة الكفاءة، وتكثيف برامج التدريب الفني للمزارعين، خصوصا في تقنيات ما بعد الحصاد، كذلك تمكين المرأة الريفية وتعزيز مشاركتها في الأنشطة الزراعية، وتشجيع الشباب على الانخراط في مشاريع زراعية مبتكرة تدعم التنمية الاقتصادية المحلية.
وتعد مجلة النهضة العلمية مجلة علمية نصف سنوية تصدر عن الجامعة المفتوحة سبها، وتهتم بنشر البحوث العلمية في المجالات الإنسانية والتطبيقية، وتسعى لدعم وتطوير البحث العلمي في ليبيا.