دراسة جديدة تكشف عن وجود أنهار قديمة تحت الجليد القطبي : دلائل على مناخ أكثر دفئًا في الماضي.
نشر بتاريخ:
لندن، 21 يوليو 2025 (وال) – كشف فريق من الجيولوجيين الأوروبيين والصينيين عن شبكة واسعة من مجاري الأنهار القديمة التي كانت تتدفق على سطح شرق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، قبل أن يغطيها الجليد، وذلك باستخدام تقنيات التصوير بالرادار تحت الجليدي.
وأفادت دائرة العلاقات العامة في جامعة "دورهام" البريطانية أن هذه المجاري النهرية تعود إلى ما قبل نحو 34 مليون عام، وهي فترة سبقت التجلّد الكبير الذي غطى سطح القارة، موضحة أن هذا الاكتشاف العلمي سيسهم في تحسين فهم حركة الأنهار الجليدية، ما يدعم التنبؤات المستقبلية بتغير المناخ العالمي.
وقال الدكتور جاي باكسمان، الباحث في جامعة "دورهام"، إن تضاريس القارة القطبية الجنوبية، والمخفية تحت كتل جليدية سميكة، تُعد من أكثر الظواهر الجيولوجية إثارة وغموضًا في النظام الشمسي. وأضاف: "من خلال تحليل بيانات الرادار، استطعنا تحديد مناطق مسطحة نعتقد أنها كانت سهولًا نهرية واسعة. وما يثير الدهشة هو أن الأنهار الجليدية لم تدمر هذه المعالم، بل حافظت عليها، مما يؤثر بشكل مباشر في سلوك الجليد الحالي".
وبحسب التقديرات الجيولوجية، تشكّلت هذه الأنهار بعد انفصال شرق أنتاركتيكا عن أستراليا قبل حوالي 80 مليون سنة. وقد تدفقت هذه الأنهار عبر سطح القارة مشكّلة سهولًا نهرية، قبل أن تتوقف بفعل التغير المناخي الحاد قبل 34 مليون عام، والذي حدث نتيجة فتح مضيق دريك وانفصال أمريكا الجنوبية عن القارة القطبية.
وأشار العلماء إلى أن اكتشاف هذا العدد الكبير من السهول النهرية تحت الجليد كان مفاجئًا، خاصة في ظل الاعتقاد السائد، المستند إلى دراسات نصف الكرة الشمالي، بأن الأنهار الجليدية تُحدث عادة دمارًا كبيرًا في مثل هذه التضاريس. إلا أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن القبعات الجليدية لا تكون دومًا عوامل تدمير، بل قد تؤدي دورًا في حفظ المعالم الجيومورفولوجية القديمة.
ويُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة لفهم تطور المناخ الأرضي، ويمنح الباحثين أدلة إضافية حول كيفية تفاعل النظم البيئية والجغرافية في العصور الجيولوجية السحيقة.
....( وال ) ......