ناسا تكشف سر اختفاء المياه على المريخ وانعدام مقومات الحياة.

"ناسا" تكشف سر اختفاء المياه على المريخ وانعدام مقومات الحياة

واشنطن، 7 يوليو  2025  ( وال) – كشفت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن اكتشاف علمي مهم يُفسّر أسباب اختفاء المياه من كوكب المريخ، ويُوضح العوامل التي أدت إلى انعدام مقومات الحياة عليه، في خطوة جديدة لفهم التاريخ الجيولوجي والمناخي للكوكب الأحمر.

وأفادت الوكالة، في دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" العلمية، بأن المركبة الجوالة "كيوريوسيتي" رصدت صخورًا تحتوي على كميات كبيرة من معادن الكربونات، التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه، ما ساهم في تغيّر مناخ المريخ بشكل جذري.

وأوضح التقرير أن هذا الاكتشاف يُرجّح أن المريخ كان كوكبًا شبه صحراوي على مدار تاريخه الجيولوجي، رغم وجود دلائل جيولوجية تشير إلى تدفّق أنهار وتكوّن بحيرات خلال فترات متقطعة.

وفي تعليق له على نتائج الدراسة، قال الدكتور إدوين كايت، عالم الكواكب بجامعة شيكاغو وقائد فريق البحث: "لقد شهد المريخ فترات قصيرة ومحدودة من الصلاحية للحياة، لكنها لم تكن كافية لتشكيل بيئة مستقرة، ويرجع ذلك إلى ضعف النشاط البركاني مقارنةً بكوكب الأرض، مما منع تجدد ثاني أكسيد الكربون الضروري للحفاظ على توازن المناخ."

وبيّنت "ناسا" أن وجود الماء السائل على سطح المريخ لم يكن طويل الأمد، إذ أعقبت تلك الفترات الرطبة عصور جفاف استمرت مئات ملايين السنين، ما أدى إلى خلق بيئة غير ملائمة لدعم الحياة كما نعرفها.

من جانبها، تواصل مركبة "بيرسيفيرانس"، التي هبطت في دلتا نهرية قديمة عام 2021، مهامها العلمية، حيث رصدت أيضًا مؤشرات على وجود الكربونات، مما يعزز من فرص اكتشاف أدلة إضافية حول بيئة المريخ الماضية.

ويترقّب المجتمع العلمي نتائج البعثات القادمة، لا سيما تلك التي تهدف إلى إعادة عينات من تربة وصخور المريخ إلى الأرض، في وقت تتسابق فيه كل من الولايات المتحدة والصين لكشف أسرار الكوكب الأحمر.