دراسة علمية تكشف آلية جينية قد تفتح الباب أمام تجديد الأطراف لدى البشر.

واشنطن، 21 يونيو 2025 (وال) –كشف فريق من العلماء الأمريكيين عن آلية جينية جديدة تُمكّن من تجديد الأطراف المفقودة، في اكتشاف واعد قد يمهد الطريق لتطبيقات طبية ثورية في المستقبل.

وأجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة عالم الأحياء جيمس موناغان من جامعة نورث إيسترن الأمريكية، ونُشرت نتائجها في مجلة Nature Communications المتخصصة، حيث استلهم الباحثون آليتهم من حيوان "الأكسولوتل"، وهو نوع من السلمندر المكسيكي يتمتع بقدرة فريدة على إعادة نمو أطرافه كاملة خلال أسابيع قليلة فقط.

ولمتابعة العمليات الخلوية التي تطرأ عقب بتر الأطراف، قام الباحثون بتعديل التركيب الجيني للأكسولوتل لجعل خلاياه متوهجة في الظلام، مما ساعدهم على تتبع التغيرات بدقة. وأظهرت النتائج أن حمض الريتينويك –وهو مركب مشتق من فيتامين (أ) ويُستخدم عادة في مستحضرات التجميل– يؤدي دورًا محوريًا في توجيه الجسم لتحديد الجزء الذي يجب تجديده، سواء كان إصبعًا، يدًا أو ذراعًا كاملًا.

وبيّن الفريق أن للأكسولوتل تركيزًا متدرجًا طبيعيًا من حمض الريتينويك، يكون أعلى عند الكتف ويتناقص تدريجيًا نحو الأطراف، مما يضمن إعادة تشكيل دقيقة ومطابقة للطرف الأصلي. وعند زيادة مستويات هذا الحمض اصطناعيًا، لوحظ نمو أطراف زائدة.

كما تمكن الباحثون من تحديد دور الجين البشري المعروف باسم "Shox" في هذه العملية، وهو المسؤول عن نمو الأطراف. وعند تعطيله باستخدام تقنية CRISPR-Cas9، ظهرت أطراف غير مكتملة أو مشوهة، مما يبرز أهميته الحيوية.

ويأمل العلماء في أن تسهم هذه النتائج في تطوير تقنيات مستقبلية تساعد على تجديد الأطراف المبتورة لدى البشر، ما يمثل نقلة نوعية في الطب التجديدي.

...(وال)...