مصدر طبي فلسطيني : نفاد حليب الأطفال في غزة يهدد حياة الرضّع .

غزة، 20 يونيو 2025 (وال) - حذّر مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، اليوم الجمعة، من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة مئات الرضّع، نتيجة نفاد حليب الأطفال في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق والعدوان المستمر على القطاع.

وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن مئات الأطفال الخدّج والرضّع أصبحوا في دائرة الخطر، بسبب انعدام توفر حليب الأطفال، سواء في المستشفيات أو الصيدليات أو الأسواق، وحتى مستودعات المؤسسات الطبية باتت فارغة تماماً.

وأضاف المصدر: "أجساد هؤلاء الأطفال الصغيرة تصارع الموت، بينما تقف أمهاتهم عاجزات، يشاهدن أبناءهن يذبلون دون حول أو قوة".

وأوضح أن المعابر مغلقة منذ أكثر من أربعة أشهر، ما حال دون إدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والغذائية، وفي مقدمتها حليب الأطفال، مشيراً إلى أن المخزون المتبقي في المستودعات شارف على النفاد التام خلال 48 ساعة.

وتابع قائلاً: "قد نبدأ بفقدان أرواح أطفال خدّج ورضّع في غضون يومين، إذا لم يتم تدارك الوضع بشكل عاجل"، لافتاً إلى أن محاولات لفت انتباه المجتمع الدولي باءت بالفشل، في ظل انشغاله بالحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، والانقطاع المتكرر للاتصالات وخدمات الإنترنت في غزة.

وبيّن المصدر أن الطواقم الطبية في الوقت الراهن تعتمد على نوع محدد من الحليب الاصطناعي لتغذية الأطفال في الحاضنات، لكن الكميات المتبقية لا تكفي سوى ليوم أو يومين على الأكثر. وفي حال نفادها، قد تضطر الأطقم الطبية لاستخدام محاليل بديلة، ما قد يسبب اختلالاً في الأملاح وتهديداً لحياة الرضّع.

ويستقبل قسم الأطفال  في مجمع ناصر الطبي يومياً نحو 22 حالة، يعاني معظمهم من سوء تغذية وضعف امتصاص، في وقت يتزايد فيه عدد الرضّع المحتاجين للحليب في عموم القطاع.

ومنذ 2 مارس الماضي، تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى غزة، ما تسبب بأزمة غذائية خانقة ومجاعة فعلية أودت بحياة العديد من المدنيين، في سياق سياسة تجويع ممنهجة تستهدف أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع.

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق سكان غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلاً كافة النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف الحرب.

وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 186 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن وجود أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة.

....( وال ) .....