دراسة حديثة : الهواتف الذكية تحفّز أدمغة كبار السن وتقلل خطر التدهور المعرفي.

نيويورك، 27 مايو 2025 (وال) – كشفت دراسة علمية حديثة عن تأثير غير متوقع لاستخدام الهواتف الذكية والتكنولوجيا الرقمية على صحة الدماغ لدى كبار السن، حيث أظهرت النتائج أن الاستخدام المنتظم لتلك الأجهزة يُسهم في تحفيز النشاط العقلي ويقلل من خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والضعف الإدراكي بنسبة تصل إلى 58%.

   وبحسب تقرير نشرته وسائل إعلام علمية أمريكية، أجرى باحثون من جامعات تكساس وبايلور مراجعة شاملة لـ57 دراسة عالمية، شملت أكثر من 411 ألف مشارك بمتوسط عمر 69 عامًا، لقياس العلاقة بين استخدام التكنولوجيا والأداء الإدراكي لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن.

وأوضح الباحثان جاريد بينج ومايكل سكولين أن "التكنولوجيا الرقمية تقدم تحديات معرفية مستمرة، وتُعزز التفاعل الاجتماعي، ما ينعكس إيجاباً على صحة الدماغ وأداء الذاكرة، خاصة في المراحل المتقدمة من العمر."

وفي جانب آخر، لفتت دراسة منفصلة أجراها باحثون من جامعتي هايدلبرغ وكولونيا في ألمانيا، إلى أن التخلي المؤقت عن الهواتف الذكية قد يؤدي إلى تغييرات فسيولوجية ملحوظة في نشاط الدماغ. حيث شارك 25 شابًا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا في تجربة قللوا خلالها استخدام هواتفهم الذكية لمدة 3 أيام، مع اقتصار استخدامها على الاتصالات الأساسية والمهام الضرورية.

    واستخدم الباحثون تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) واختبارات نفسية لقياس تأثير هذا الانقطاع، وتوصلوا إلى أن الامتناع القصير عن استخدام الهواتف أدى إلى تغيّرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والرغبة، وهي نفس المناطق المرتبطة بإدمان مواد مثل النيكوتين والكحول. كما ارتبطت التغيّرات بتأثيرات في نظامَي الدوبامين والسيروتونين، وهما ناقلان عصبيان مهمان للتحكم في المزاج والسلوك.

وتُسلط هذه النتائج الضوء على الأثر المعقّد لاستخدام التكنولوجيا الرقمية على الدماغ، ما بين التحفيز المعرفي لدى كبار السن، والتغيرات العصبية المحتملة لدى الشباب نتيجة الاستخدام المفرط أو الانقطاع المفاجئ.

...(وال) ...