الدبيبة: كسرنا حاجز الخوف ولن نسمح للمليشيات بالتحكم في مصير الدولة
نشر بتاريخ:
طرابلس 18 مايو 2025 (وال) - قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إن البلاد بدأت مرحلة جديدة وحاسمة في مسار استعادة سيادتها من قبضة المليشيات المسلحة، مشددًا على أن الدولة لن تسمح بعد اليوم باستمرار الفوضى أو تحكم الجماعات الخارجة عن القانون بمصير الليبيين.
وأضاف رئيس الحكومة في كلمة متلفزة ليل السبت - الأحد، إنه تعمّد تأخير الخروج بتصريحات حول الأوضاع الأمنية تفاديًا لأي تفسير خاطئ قد يُستخدم لإشعال الفتنة، مضيفًا أن حكومته وجدت عند توليها المسؤولية واقعًا صعبًا، حيث كانت (المليشيات) أكبر من الدولة في نفوذها وانتشارها.
وتحدث " الدبيبة " عن العملية الأمنية التي نُفذت في منطقة أبو سليم، مبينا أنها تمت في وقت سريع وبكفاءة عالية، دون تسجيل أي أضرار رغم الكثافة السكانية، معتبرا أنها نقطة تحول مفصلية في فرض سلطة الدولة.
ووجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية حديثه لأهالي أبو سليم قائلا: "الظلم رُفع عنكم، وسأدعم هذه المنطقة أكثر من أي وقت مضى".
وأوضح أن الحكومة أصدرت فورًا بعد العملية عددًا من القرارات المهمة، كان أبرزها تعيين رئيس جديد لجهاز الأمن الداخلي يتمتع بكفاءة عالية، وضمانات بعدم السماح بحدوث أي ظلم أو تجاوزات ، وحل جهاز الهجرة.
وأقرّ رئيس حكومة الوحدة الوطنية بوجود استعجال في تنفيذ بعض الإجراءات بعد العملية، واصفًا ما حدث في اليوم التالي بأنه "خطأ مشترك" تم تصحيحه على الفور.
ورأي رئيس الحكومة أن الخوف قد انكسر، وأن الوقت قد حان للتوقف عن الدفاع عن المبتزين والمجرمين، داعيًا جميع أفراد (المليشيات) إلى الانضمام إلى مؤسسات الدولة والحصول على حقوقهم من خلال القانون، وليس عبر العنف أو الابتزاز.
كما أكد الدبيبة أن الحكومة ترحب بأي طرف ينحاز إلى مشروع الدولة، لكنها لن تتساهل مع من يواصل الفساد وزعزعة الأمن.
وقال إن من يسعى لزرع الفتنة بينه وبين أهالي سوق الجمعة أو غيرها من المناطق لن ينجح، مشيرًا إلى أنه منذ توليه المسؤولية رفع شعار "لا حرب بين الليبيين".
واتهم الدبيبة أطرافًا سياسية، بالسعي للإبقاء على العاصمة طرابلس تحت رحمة المليشيات، ليتمكنوا من استخدامها كأداة لتحقيق مصالحهم الخاصة، مضيفًا أن هذه الجهات استغلت التوتر الأمني الذي أعقب عملية أبو سليم للترويج لمشروع انقلاب بحسب وصفه.
وحول المظاهرات التي خرجت في طرابلس، قال رئيس الحكومة إن بعضها كان حقيقيًا ويعبر عن مطالب مشروعة، بينما تم تمويل جزء كبير منها للتأثير على الرأي العام، لكنه اختار التحلي بالصبر وتحمل الضغوط احترامًا للشارع الليبي.
وأكد رئيس الحكومة على تلقيه دعمًا واسعًا من المجتمع الدولي الذي "يريد ليبيا مستقرة"، مشيرًا إلى أن وفودًا عديدة زارته مؤخرًا، وأبدت تأييدها للخطوات التي اتخذتها الحكومة لإنهاء سلطة المليشيات.
واختتم الدبيبة حديثه بالتأكيد على أن الليبيين بدأوا يرون "بريق أمل حقيقي في نهاية هذه المرحلة المظلمة، وبداية دولة القانون والمؤسسات".
..(وال)..