نفاد الوقود يهدد حياة المرضى في مستشفيات غزة وسط حصار خانق.
نشر بتاريخ:
غزة – 8 مايو 2025 ( وال) - يواجه القطاع الصحي في غزة انهيارًا وشيكًا، في ظل النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية بالمستشفيات، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر ومنع دخول الإمدادات، ما يهدد حياة آلاف المرضى، وخاصة الأطفال وحديثي الولادة.
ففي مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع، يسود صمت ثقيل يقطعه صوت أجهزة الأوكسجين، التي توشك على التوقف في أية لحظة بسبب قرب نفاد الوقود. وقالت مصادر طبية إن الكميات المتبقية لا تكفي إلا لأيام معدودة، محذرة من أن توقف المولدات الكهربائية يعني فعليًا خروج المستشفيات عن الخدمة.
وأضافت المصادر أن الاحتلال يمنع دخول الوقود وقطع الغيار والمستلزمات الطبية منذ أكثر من 66 يومًا، ما تسبب في تعطّل أغلب المرافق الحيوية، ومنها أقسام العناية المركزة، الحضانات، غسيل الكلى، الأشعة، والعمليات الجراحية.
في قسم الأطفال، تحاول نوال أبو رويضة تهدئة طفلتها المصابة بضيق تنفس ناتج عن المجاعة المستمرة، وقالت لوكالة "وال": "ابنتي تحتاج إلى أوكسجين دائم... وإن توقفت الكهرباء، كيف ستعيش؟".
فيما يواصل الطاقم الطبي في قسم الحضانات عمله وسط توتر شديد، وهم يراقبون المؤشرات الحيوية لعشرات الأطفال المبتسرين، في ظل مخاوف من انقطاع الكهرباء المفاجئ.
من جهته، أكد مصدر طبي لوكالة الانباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال تمنع وصول المنظمات الدولية إلى مستودعات الوقود، ما يعني فعليًا "حكمًا بالإعدام" على المرضى، لافتًا إلى أن توقف سيارات الإسعاف يعرض الجرحى للموت في أماكن استهدافهم.
وتشهد غزة منذ مارس الماضي إغلاقًا تامًا لجميع المعابر، وحرمانًا من إدخال المساعدات الإنسانية وشاحنات الوقود، ما فاقم من تفشي الأمراض والأوبئة، خاصة مع نزوح أكثر من 90% من سكان القطاع إلى ملاجئ مؤقتة أو العراء.
والسبت الماضي، أعلنت مصادر طبية عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر 2023، محذرة من تزايد العدد في ظل استمرار منع دخول المساعدات.
وكان رئيس الوزراء محمد مصطفى قد أعلن أمس الأربعاء أن غزة أصبحت "منطقة مجاعة"، داعيًا الأمم المتحدة إلى تفعيل آلياتها فورًا للتعامل مع الكارثة، محملاً إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن الوضع الإنساني المتدهور.
...( وال ) ....